الاثنين، 20 يونيو 2011

هل تعلم من هو بيريلو؟

عندما كنت صغيرا، لم يسعدني الحظ برؤية السيد بيريلو.
وهو ذلك الرجل الذي كان يقود دراجته البخاريه، ويدور بها داخل اسطوانه كبيرة.
ويظل يصعد إلى أعلى، ثم يهبط إلى أسفل، مرات ومرات. ولا مانع من بعض الحركات البهلوانية لإثارة دهشة وإعجاب الجماهير.

ولم أتمكن من مشاهدته، لأن هذا الرجل إما أنه يتواجد في السيرك، وفي مملكة طنطا العظيمة، ليس لدينا ما يسمى بالسيرك.
أو تأتينا النسخة التقليد منه في الموالد - وما أكثرها في المملكة -. وكما تعلمون، أني أعاني منذ الطفولة من حالة تشدد وراديكالية غريبة، تمنعنى من الذهاب إلى الموالد.
لكن ليس هذا موضوعنا.
حيث سنتحدث اليوم عن حلبة الصراع:
الدستور أولا، أم الانتخابات أولا؟
ولا أعلم لماذا تذكرت شعار الحزب الوطني المنحل: "من أجلك أنت".
فكل من يتحدث هذه الأيام في السياسة في مصرنا الحبيبة، يكرر هذا الشعار.
رغم أن كائنا من كان، لم يسألني عن رأيي. ولا أعلم سببا لهذا التجاهل، غير أن أبي – رحمة الله عليه - رفع اسمي من بطاقة التموين.
سامحك الله يا أبي، أضعت على فلذة كبدك حقوقه السياسة، بالإضافة إلى قرطاسين من الشاي والسكر.

ولأني أحب الدستور حبا جما، قررت أن أسمع للطرف الذي يطالب بالدستور أولا.
نظرا لأن أصحاب مسار "الانتخابات أولا"، كانوا يمثلون أكثر من 77% من الشعب.

وذهبت أبحث عن إجابة للسؤال التالي: ما هي خارطة الطريق لهذا المسار؟
فوجدت أنه سيتم اختيار لجنة من المستشارين المتفق عليهم.
وأردت أن أقاطع – نفسي – لأسأل: ومن سيختار أعضاء هذه اللجنة؟ وكيف نعلم أن أعضاء اللجنة سيكون متفقا عليهم؟. لكني آثرت الصمت.

فوجدت أنه بعد ذلك سنكتب الدستور أو مبادئه، التي تنص على حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا. ثم يتم عرض هذا الدستور الجديد على الشعب في استفتاء.
ومع الكلمة الأخيرة، شعرت بألم شديد، وكأني سأصاب ب"استفتاء"، مع حذف الحروف الثلاث الأولى.
لكني تحاملت على نفسي، وكظمت غيظي، وقررت أن ألتزم بمبادئ حرية الرأي والتعبير.
رفعت يدي وسألت:
-  لو فرضنا جدلا، أنه حدث توافق شعبي سحري عجائبي على أعضاء لجنة كتابة الدستور. ووافق الشعب على إنفاق عشرات الملايين من الجنيهات، لعمل استفتاء جديد، لكي "نخاوي" أخاه الاستفتاء السابق.
هذا الأخ المنبوذ إعلاميا،  والذي يرفضه الطرف الذي يريدنا أن نكتب الدستور أولا.
أسألكم أيها السيدات والسادة: ماذا لو رفض الشعب هذا الدستور المقترح في الاستفتاء الجديد؟





ونظرت حولي، فوجدت نفسي بمفردي في غرفة مكتبي، حيث أكتب هذا المقال وحيدا.
حيث لا أجد جمهورا، وكذلك الأولاد والزوجة تركوني فريسة للفراغ الطبيخي والغسيلي والتنظيفي...وأصلح بواجير الجاز.

وبينما أقوم بتجهيز وجبة الغذاء، قرأت اقتراحا طيبا من أحد الشباب، وهذا هو الفارق بين جيلنا والأجيال الأخرى.
حيث عرض فكرة تطبيق التجربة الجنوب أفريقية، بأن يكتب الشعب الدستور.
وذلك عن طريق تكوين لجان من عشرات الآلاف من الشباب. ويذهب أعضاء هذه اللجان، لمعرفة رغبات الشعب وما يريده.
ورغم وجاهة الفكرة، إلا أني تخيلت أن يكون الدستور كالتالي:
- الخالة  أم أبراهيم، تريد من يقمع لها البامية.
- لا يجوز أبدا لسائق الميكروباص أن يرفع التسعيرة في حراسة رجال الشرطة.
- أقتل زوجتي ولك كل الحب والمودة.


إذا ما المخرج من هذا المأزق....هل ننادي بعدم كتابة دستور؟
 لا بالطبع، نريد كتابة دستور.
ولكن كما يقال، الدستور يعبر عن الواقع، ولا يفرض واقعا على الناس.
فدستور أكبر دولة عربية والتي تمثل قلب العالم الإسلامي، لا يمكن إلغاء هويتها الثقافية والإسلامية.
ولن يعبر الدستور عن الواقع، إلا بدخول الشعب في عملية انتخابية حقيقية، تفرز لنا من يمثلون الشعب.
حتى ولو كان ممثلوا الشعب هم اللصوص وقاطعي الطرق.
هذا هو اختيار الشعب، وهذه هي الديمقراطية.
وكما يقول المثل الشعبي: "شخص يحمل لحيته، ما الذي يغضب الآخر؟".
يجب التعامل مع من سيختارهم الشعب لتمثيله، ويكونوا بديلا عن تلك اللجان التي تتم الدعوة لتكوينها بآليات لا نفهمها .

كذلك، إذا كان هذا الشعب - والذي صنع ثورة تاريخية أبهرت العالم - لا يستطيع أن يختار من يمثله. فلا أمل في أي لجان تشكل، أو حكماء يجتمعون.
ولا طائل من أن تظل الأقلية تتهم المخالفين لها في الرأي، بأنهم سفهاء وضعفاء العقول.
وإذا أخطأ الشعب في اختيار من يمثله، فهو شعب ميؤس منه. أو ربما هو كالطفل الذي يحبو قبل أن يتعلم السير. 
وفي جميع الأحوال، لا يمكن أبدا أن يقوم مواطن ما، مهما كان حجمه وثقله، بالوصاية على شعب كامل.

وكان لدي سؤال، حلمت كثيرا بتوجيهه للسيد بيريلو: ماذا لو أن أحد الإطارات انفجر؟
وأسأل نفس السؤال لكن من ماركة كاوتشوك أخرى: هل لو قال الشعب رأيه مرة ثانية، بما يخالف رأي من يسمون أنفسهم بالنخبة والمثقفين والناشطين...هل سيقول هؤلاء: لا لنتائج الاستفتاء، و"التالته تابته".

وبعد تناول وجبة الغذاء: جلست مع نفسي أبحث عن الفرق بيننا وبين العالم الغربي الموصوف بالتقدم؟
وما مدى أهمية الدستور لديهم...؟
فوجدت الفرق أنه في العالم الغربي، لا تجد المواطن العادي – في الغالب - يعلم ما هو الدستور.
ولا تسمع أبدا في الأسواق أو في محال العمل، من يصرخ ويقول: "علي الدستور بالثلاثه".
 لكن الدستور هو جزء لا يتجزء من سلوك القوة الشعبية التي تحمي مبادئه، والتي لا تحتاج إلى لجان لكتابتها.
ففي الغرب مثلا، لن يقبلوا بأن يداس أحدهم بالحذاء. أو يوضع في مؤخرة آخر عصا، تحت مسمى الدواعي الأمنية.  ولن تجدهم يجتعمون لضرب إنسان – ولو كان مجرما - فيقتلوه، في وجود الشرطة "المقموصة". ولنا مع الشرطة لقاء آخر.

وأحذر أنه لو ظللنا في هذا السيناريو العجيب من التساؤل: الدستور أولا أم الانتخابات أولا. أننا سنظل ندور حول أنفسنا، بما يهدد صواميل مخ المجتمع.

وسنظل نشاهد عرض السيد بيريلو، والذي لم أره في طفولتي، لكني أصبحت أنزعج من مشاهدته كل يوم عن طريق أقلام وشاشات تلفاز، تدور كلها في دائرة مفرغة.
وتذكرني بقول الشاعر: دوخيني يا ليمونة دوخيني.

وإن شاء الله تعمريها...وبيريلو يدوخك فيها...

هل تعلم من هو بيريلو؟
سؤال من سلسلة سؤال يطرح نفسه = صفر.
http://qequalzero.blogspot.com

بقلم: عدنان القماش
16 يونيو 2011

الأربعاء، 1 يونيو 2011

لماذا لا تذاع المحاكمات؟


سؤال هذا المقال، ليس ككل الاسئلة.
فهذا السؤال يسأله الصغير والكبير، يسأله الغني والفقير.
حتى الخال محمد، هذا الرجل المصري الطيب المسكين، والذي لم أراه طيلة حياتي.
يسأل هو الآخر نفس هذا السؤال.
إنه سؤال الموسم وكل موسم...وقرب قرب قرب...قبل ما ننشر يا جدعان !!!

السؤال هو: لماذا لا تذاع المحاكمات؟
ولن نقدم لكم أي وسائل مساعدة، كتلك التي تقدم في برنامج من سيربح التلفزيون.
لا يوجد اتصال بصديق، فهو الآخر لا يعرف.
ولا يمكنك أن تسأل الجمهور، فهم كذلك لا يعرفون.
كذلك لا يمكنك أن تحذف إيجابتين، لأن الإجابة واحدة، وهي "لا أعرف".

ولا أخفي عليكم حيرتي، فقد حاولت أن أبحث كثيرا عن إجابة لهذه المشكلة.
وأخذت أفكر وأفكر...ثم أفكر وأفكر. حتى دفعني عقلي إلى محاولة تفسير عجيبة.
وقال لي: لا أجد تفسيرا لأمر عدم ظهورهم علينا، غير كوننا لسنا من محارمهم.
لكن هذا الاقتراح لم يشفي غليلي. 

فألقى بي قلبي إلى ساحات الورع، وقال:
ربما هم من أولياء الله الصالحين، الذين سيتسببون في حرق الكاميرات، إذا ما التقطت لهم صورة هكذا أو هكذا.
ووصل قلبي إلى حد الارتجاف خشية أن تصيب مصر الأعاصير والفيضانات والبراكين، ولا مانع من بعض البيتي فور والغوريبة. إذا ما حاولنا كشف اللثام عن وجه السيد أحمد عز داخل زنزانته.
ولتدرك سر هذا، راجع مقال سابق لي، بعنوان: "ماذا عن حذاء الباشمهندس أحمد عز؟"


ونظرا لأني أميل دائما لاستخدام الأسلوب العلمي في التفكير.
فقد سلكت طريقا، كاد أن يمنحني فرصة المساس بطرف جلباب السبب الحقيقي لهذه الأزمة.
رأيت الحل يكمن في شارب السيد بلسم، والشهير بحبيب العادلي.
فهذا الشارب لم يكن شاربا عاديا، بل كان شارب سيادته موديل شنب بريمه 25.
ومن المعروف أن البريمة يصعب السيطرة عليها أمام الكاميرات، فسوف تدور وتدور حتى يتم تخدير الشعب بأكمله.
وربما يرجع الشعب عن كرهه لسيادة الوزير السابق، وتتقدم نوسة لخطبة سيادته !!!

فهذا الشارب يا سادة، كان يعبر عن الكثير والكثير. 
خصوصا بعد أن رأينا ملابس الراقصات وغيرها من الملابس الخليعة. والتي قيل أنها استخرجت من شقة سيادة الوزير السابق داخل مبنى أمن الدولة.

نعم يا سادة، فجهاز أمن الدولة كان مشروعا إسكانيا كبيرا، ملحق به مقابر للدفن الجماعي.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر.
فيجب أن نترك شنب السيد بلسم – نعيما يا باشا -، ونتوقف قليلا أمام هذا الجهاز العظيم. والذي تم تفكيكه، ليعاد تركيبه على شكل جهاز الأمن الوطني.
ليقوم بنفس المهام، وبنفس السادة الضباط. لكن بعد ترقيق قلوبهم قليلا، وغمز كل منهم "بلبشة" قصب، ليقوموا بقرقشتها بدلا من قرقشة عظام الشعب.

وسيذكر التاريخ الدور الوطني الكبير لهذا الجهاز الجديد.
وخصوصا هذه المهمة الخطيرة، والتي حدثت منذ يومين أو ثلاث.
وهي مطاردة استمرت لخمس ساعات متواصلة بدون أي التقاط للأنفاس.
قام بعدها الجهاز الجديد العظيم، باستعادة بندقية أحد عناصر الشرطة، كانت قد سرقت منه بالإكراه !!!
وكما تعلمون يا سادة أن كل شيء بالشجار والخناق، إلا السرقة، فهي بالإكراه.
ولا أعلم أي مجند هذا الذي لا يحمي بندقيته، ولا يدافع بها عن نفسه.
وإن كان لا يجيد حماية نفسه وهو يحمل بندقية.
فكيف يفترض به أن يحمي ممتلكات الشعب؟ كيف يحصل مثله على أجر من جيبونا؟

ويتردد في أذني صوت بعض السادة المقبوض عليهم حاليا في بورتو طره، وهو يقول: وأصبح لديكم جيوب يا شعب يا جعان.
وسنتغاضي عن هذا التعليق من السيد العضو في العصابة السابقة، والتي كانت تحكم شعب مصر بسياسية الحمير والنار.
نعم، الحمير...
أولا: لأن السيد عز كان يحتكر الحديد، فلا مجال لتضييعه في الحكم.
ثانيا: هم كانوا يقدسون الحمير كثيرا. للدرجة التي دفعتهم ليهتموا بزراعة البرسيم، أكثر من الاهتمام بزراعة الإنسان، أقصد زراعة القمح.
وأدت هذه السياسة إلى رفس سيادة الرئيس المخلوع عن كرسيه.

وبما أننا ذكرنا سيرة حبيب القلوب، ونور العيون، يجب أن نقول: نحن "اسافين" يا ريس.
ولو نظرنا لحكم سيادته، سنجده لم يخطئ إلا في أمر واحد.
وهو أن سيادته، أضاع فرصة ذهبية، انفرد فيها بمرمى التاريخ، وكانت الفرصة سانحة ليصبح أسطورة مثل غيره من الزعماء.
لكنه أطاح بالفرصة فوق العارضة، وارتضى أن يقوم بمهمة النشال بين الجماهير الغفيرة.
وآه يا كورة...آه يا كورة.

السيدات والسادة،،،
نعود لموضوعنا.
وماذا كان موضوعنا؟
أممممم....شنب السيد بلسم.
لا، لا، تذكرت، تذكرت...عدم إذاعة المحاكمات.


بعد فحص وتمحيص ورش نصف ملعقة من التهييس على وجه المعضلة.
نقول أن السبب الحقيقي وراء هذا، هو الروتين المعتاد في أجهزة الدولة.
ومنها قطاع الإذاعة والتلفزيون، وفشله المعتاد في الحصول على حقوق بث مثل هذه المنافسات والمسابقات الهامة.
مما أدى إلى حصول إحدى المحطات في أحراش أفريقيا على حق الإذاعة حصريا لهذه المحاكمات.
ولذلك نبشر كل من يريد أن يشاهد المحاكمات "لايف".
فقط عليك الاتصال بالرقم المدون على ظهر متصفحك الإلكتروني.
وبعدها، كل ما عليك فعله هو الاستعداد لتسلق أشجار الغابات، بصحبه أسرتك الكريمة.
ونبشركم كذلك بأنه سيتم توزيع الفول السوداني والموز بالمجان....!!!
بادر بحجز شجرتك...

وإن شاء الله تعمريها...ومحاكماتك لا تذاع فيها.

لماذا لا تذاع المحاكمات؟
سؤال من سلسلة:  سؤال يطرح نفسه = صفر.
http://qequalzero.blogspot.com

بقلم: عدنان القماش
2 يونيو  2011