الاثنين، 13 ديسمبر 2010

ماذا عن حذاء الباشمهندس أحمد عز؟


لم أجد في حياتي شعبا يعاني من الفراغ مثل شعب مصر.
ووصلنا لهذه الحالة كنتيجة حتمية للتدليل المبالغ فيه من طرف الحكومة، التي وفرت لمواطنيها كل شيء.
بل وطالبتهم بالجلوس في المنازل، والتفرغ للقراءة، و"أزأزة" الملانة.

مع أن بعض الحاقدين يقولون أن اهتمام الحكومة بالقراءة، وراءه مصالح للحكومة نفسها.
ذلك لأن مصر ستشارك قريبا في مسابقة "من سيربح التليفزيون؟".
وستجني الحكومة الملايين من تحصيل الضرائب من الفائزين.
بالإضافة إلى اشتعال خطوط الهاتف بالاتصالات، لحجز مكان في المسابقة.
ولكن الشعب ككل الطلاب الخائبين. 
ترك مدرسته، ورمى  كرسته، وراح جر "شَكَلها".
قامت الحكومة .....!!!

السيدات والسادة،،،
انتشرت صور الباشمهندس العصامي أحمد عز، أثناء قيام أحد الرجال بإلباسه الحذاء.
وانطلقت الألسنة لتقطيع هذا الرجل الطيب القلب، العف اللسان.
-        الألسنة تقطع الذي يُلبسه الحذاء؟
-        لا يا عم، تقطع سيرة السيد عز.

هذا الرجل الذي لا يجد الوقت الكاف ليأكل. فيجلس ليتناول وجبته السريعة تحت قبة مجلس الشعب.
لكن كل هذا لا يكفي هذا الشعب الجاحد، الذي نسى كل ما للرجل من أيادي بيضاء على مصر.

بل وراح الشعب يتغامز ويتلامز على حادثة حذائية، لا تعبر عن أي نعل إطلاقا.
وعندما تحاول الاستفسار من أي مواطن عن سر المشكلة، لا تجد رباط للموضوع.
-        لمع لنا هاتين الجملتين من فضلك.
-        من عيوني يا أستاذ.

السيدات والسادة،،،
السيد عز، لا حرمنا الله منه ومن أمثاله.
لا حرمنا لله من هذا الشباب العصامي الذي يبني نفسه بنفسه.
بل ويساعدنا على بناء بيوتنا باستخدام أكبر قدر من اسياخ الحديد.

قام البعض بتبرير الحادث، على أن سيادته كان مصابا بانزلاق غضروفي.
فقام بترجي أحد رجاله لكي يساعده على ارتداء الحذاء.

لكني لن أخفي عنكم الحقيقة. 
وإن كنت أعلم أن سيادته سيكره نشري لمثل هذا الكلام، الذي عمل طوال حياته على حفظه كأكبر أسراره.
سأحكي لكم ملخص القصة الحقيقة لهذا الرجل العابد الورع، لعل هذا يقطع الألسنة الحداد.
وستكون القصة بعنوان: " الزاهد والحذاء"

كأي إنسان مسلم طيب القلب، انطلق سيادته إلى المسجد.
كان متوجها بكل جوارحه إلى بيت من بيوت الله.
أقول المسجد يا سادة، لم يكن الرجل منطلقا إلى الخمارة، أو الكابرية.
الرجل يتوجه إلى المسجد، ورغم ذلك لم يسلم من الألسن.
-        يا عمنا، هو من فضل استغلال مجموعة في الثانوية العامة، لدخول كلية الهندسة بدلا من الألسن.


السيدات والسادة،،،
بينما كان الرجل مستغرقا في صلاته، قام أحد اللصوص بسرقة حذاء سيادته.
لم يقطع الاستاذ عز الصلاة. بل نظر إلى السماء، ودعا في سره.
وما أدراك عندما تخرج الدعوة من المظلوم، خصوصا عندما تكون صادرة من رجل صالح.
فاصيب السارق بشلل في يديه وقدميه وأذنيه.
وظل السيد عز يصلي، وعقله يذهب ويجيء، ولسان حاله يردد:
-        "ماذا أفعل يا إلهي؟"
نعم يا سادة، فقد كانت الفترة السابقة عصيبة.
ولم يصدق أنه مع اقتراب انكشاف هذه الغمة، يحدث مثل هذا الموقف، ويُسرق حذاءه.
كان الأمل يداعب نوافذ حياته، وذلك باقتراب تسديد القسط الأخير من ثمن هذا الحذاء المسروق.

لا تعجبوا يا سادة، الملياردير أحمد عز، رجل، عابد، زاهد.
يرتدي ما خشن من الثياب، وينام على فراش من الشوك.
كان قد تمزق حذاءه السابق. فقام سيادته - بعد تفكير مرير - بشراء حذاء جديد.
لكن قبل هذا كان حائرا ما بين شراء الحذاء الجديد، أو التصدق بثمنه على المساكين.

بات ليلته في سهد وأرق. 
خرج من بيته يعتصره البرد، وينهش أصابعه التي كانت تخرج من مقدمة حذائه القديم الممزق.
لكنه أمسك ثمن الحذاء الجديد بكل قوة وإصرار، وظل يسير في حواري دائرته الانتخابية وأزقتها، باحثا عن أي مسكين يعطيه المال.
لكنه لم يجد، حيث أن الرخاء قد عم أرجاء دائرته الانتخابية. لدرجة أن رجاله يخرجون بالمال، فلا يجدون صاحب حاجة.

نظر إلى السماء، وعيناه مغرورقتان بالدموع، وقال في استسلام العابد:
"لك الأمر من قبل ومن بعد".
ورغم هذه العلامة الواضحة من السماء، إلا أنه قضي ليلته متهجدا، يسأل الله أن يرشده إلى جادة الصواب، وأن يغفر له، لو كان شراء هذا الحذاء الجديد يعد إسرافا.
-        يا عم، كل هذا التفكيرأثناء الصلاة؟

وما أن ارتدى سيادته الحذاء الجديد، انطلق  بسيارته الفخمة إلى الصلاة.
وقد تتعجب من هذا التناقض، لكن شرح هذا الأمر يسير جدا.
سيادته، كان يخشى على استهلاك الحذاء وضياع ثمنه.
فقرر شراء سيارة فاخرة، يستخدمها في الحفاظ على سلامة حذائه.
وقرار شراء السيارة، لم يستغرق أكثر من ثوان معدودة، وبدون صلاة استخارة.
حيث أن القرار متعلق بصلاة الاستخارة الخاصة بشراء الحذاء.


ختم الإمام الصلاة. 
قام السيد عز من جلسته، استعد ليسير حافي القدمين حتى يصل إلى سيارته الفارهة.
لكنه وجد السارق، وقد زحف على بطنه كالحيات، بل وكان يحاول تقبيل قدمي السيد عز، ليصفح عنه.
عاد عز لينظر إلى السماء، رفع يديه، وقام بالدعاء. فعادت للرجل عافيته.
فأصر السارق على أن يُلبِس السيد عز الحذاء بيديه.

فانطلقت كاميرات الهواتف المحمولة تصور الموقف، وانطلقت شرارة التشهير بالرجل.
استخدموا المحمول، الذي ساهم السيد عز في انتشاره بين المواطنين، كنتيجة حتمية لعبقريته الفذة، ومجهوده الخرافي.
مما أدى إلى ارتفاع مستوى دخل المواطن المصري، إلى الدرجة التي حمل المواطنون الهاتف المحمول.
ولم يكن محمولا فحسب، بل له كاميرا.

وبالطبع لن نتحدث عن مشكلة القمامة، التي نتجت عن زيادة مستوى دخل هذا المواطن الحاقد.

السؤال الآن:
لماذا كل هذا الحقد أيها الشعب الشرير؟
لماذا كل هذه النعوت الغريبة، و كل هذا الصلف؟
لماذا تشبيه هذا الرجل العابد الزاهد بالملوك والأمراء الجائرين؟
لماذا القيل والقال؟ لماذا النميمة؟ 
ألا تعلمون أن النميمة حرام؟
-        طب...نم نم نم.
-          عيب يا شعب عيب، لا يصح.

يا سادة، إن بعض الظن أثم.
استعيذوا بالله واستغفروا لذنبكم.
واحترسوا كي لا تصيبكم دعوات هذا الرجل المبارك !!!

وإن شاء الله تعمريها، وجزمتك تتسرق فيها.

ماذا عن حذاء الباشمهندس عز؟
سؤال من سلسلة: سؤال يطرح نفسه = صفر.
http://qequalzero.blogspot.com

بقلم: عدنان القماش.
13 ديسمبر 2010.

السبت، 27 نوفمبر 2010

ماذا تعرف عن فيروس ملتحمة العين؟

يقول المثل الشعبي: "الجوعان يحلم بالخبز".

وبما أننا أصبحنا نحلم بالطماطم، وكنا من قبل أسرى للحلم الإعجازي المسمى باللحمة.
حدث اندماج للرغبتين – أي اللحمة والطماطم، ويمكن تسميتهما برغبة اللحمة المسبكة - في اللا وعي الشعبي، وتعارفتا في أزقة أرواح المواطنين. فظهر علينا الوباء المسمى بفيروس الملتحمة.

لكن من أين جاء اسم هذا الفيروس؟
الأمر لا يحتاج إلى الكثير من القدرات اللغوية، لمعرفة كيف تبلور اسم الفيروس، وتحوصل في النفوس، حتى وصل إلى الطور الحالي، والذي أصبح واقعا نحياه.

فإن كنتم أصحاب ذاكرة قوية، ستتذكرون أن أكثر حروف كلمة طماطم هي ال "ط" و "م". فإذا أضفنا إليها كلمة لحمة، مع إضافة القليل من البقدونس، ثم استخدمنا الحاسوب الخارق لعمل التباديل والتوافيق، سنجد أمامنا كلمة "م ل ط ح م ة".
وهنا قد يعترض أحدكم على كون الكلمة التي أمامنا مكتوبة بحرف ال "طاء"، والفيروس يحمل حرف ال "تاء".

نقول له...
بالإضافة إلى الانحراف المعياري الذي أصيبت به عين الحاسوب الخارق، - وتسمى هذه الحالة الحاسوبية ب "الحول الإلكتروني" -.
سنجد أن مكتشف الحالة في مصر، كان صديقا من دولة الهند.
دفعت له حكومتنا الموقرة ملايين الدولارات بصفته الخبير الأجنبي، الذي يظهر كثيرا في الأفلام العربية.

وكان دوره ينحصر في اكتشاف الاسم الأمثل لهذا الفيروس.
فعكف لسنوات عديدة على قراءة الأساطير الفرعونية القديمة، لكنها لم تشحذ ذهنه مطلقا.
احتار في أمره، تصبب عرقا عندما شعر أن مهمته ستفشل، وظل يفكر حتى شعر بالجوع.
فذهب إلى السوق ليشتري بعض الطعام.
فوجد أن شراء ثمرات الطماطم، سيستهلك أكثر من نصف المبلغ الذي حصل عليه من الحكومة الموقرة.
كذلك أفزعه مشهد إلهه المعلق عند الجزاريين الأشرار.
فأخذ يركض كالمجنون وهو يقول:
-         طماطم لحمة، طماطم لحمة، طماطم لحمة.
ورغم حزنه على إلهه البتلو، برقت فكرة اسم الفيروس في رأسه.
وقال في نفسه: المصلحة أهم من البتلو أحيانا.
وجلس على حاسوبه، يطور البرامج المناسبة لاختيار الاسم الأنسب للفيروس.

صفق الجميع، عندما سمعوا منه "الملتهمة".
وكان يفترض بالاسم أن يكون "الملطحمة".
ولكن لأن هذا الخبير الهندي، لا يستطيع نطق حرف ال "ط"، فقالها "ملتهمة".
ولكن بعض الخبراء المحنكين في شؤون السياسة، اقترحوا تعديل حرف ال "هاء" إلى حرف "الحاء".
نظرا لأن الاسم الجديد، سيحقق شعبية كبيرة بين المواطنين، لارتباطه بكلمة "لحمة".
فأصبح اسم الفيروس "ملتحمة".
هذا هو الشق اللغوي والطبخي للفيروس، وبالهناء والشفاء.

- ماذا عن الشق الطبي يا عم؟
- لا يهمنا كثيرا.

وقد تتساءل عزيزي القارئ، ماذا عن دور وزارة الصحة في مقاومة الفيروس؟
وأقول لك أنك تجهل المجهودات العظيمة التي تقوم بها الوزارة.

لذلك أرجو أن تسمح لي أن أوضح لك، أن الوزارة تقوم بما عليها وزيادة.
فالوزارة تستورد أطنانا من البخور كل عام، وتقوم بتبخير جميع المستشفيات والمدارس من شر العين. إذا المشكلة في العين، وليست في الوزارة.
وكما نعلم أننا أصبحنا شعبا "منفسن".
فتجد جارتكم تقول لابنتها:
-         لقد نجح الولد محمود بن الحاجة أم إبراهيم بتفوق.
فيتردد بعدها بثوان مكبر الصوت في المنطقة مناديا:
-         لقد توفى إلى رحمة الله، الطفل محمود بن الحاجة أم إبراهيم، من يريد العزاء يتوجه إلى ....

والأهم، أن حكومتنا هي إحدى أكثر الحكومات التي تراعي المقاييس العلمية في اختيار البخور.
وقد أصرت على إضافة "عين العفريت" لكي "يطقطق" فوق الفحم المتقد.
- بابا بابا، ممكن أبخر قليلا.
- بس يا ولد. التبخير مسئولية الكبار فقط.

وإياك ثم إياك عزيزي القارئ أن تتخيل، أني أسخر من حكومتنا الكريمة والعياذو بالله.
فالسخرية هي أسلوب المواطن المسكين مع الحكومات "الوحشة".
أما حكومتنا الميمونة فهي حكومة "حلوة"، تحب الشعب والشعب يحبها.
حتى أن الشاعر صور هذا الحب كالتالي:
أنا أحب الحكومة *** والحكومة تحبني
أركب الحمار *** وهي تزوقني

كان الله في عون وزارة الصحة، وكان الله في عون الحكومة، وكان الله في عون الشعب.
- ياااااااا رب.

ولعنة الله على هذا الفيروس الشرير، الذي سيزعجنا ويعكر صفو العلاقة بيننا وبين حكومتنا الحبيبة.

وإن شاء الله تعمريها...وعيالك لا يصيبهم مكروه فيها.

ماذا تعرف عن فيروس ملتحمة العين؟
سؤال من سلسلة:  سؤال يطرح نفسه = صفر.
http://qequalzero.blogspot.com

بقلم: عدنان القماش
26 نوفمبر 2010

الجمعة، 22 أكتوبر 2010

لماذا فعلها سيادة الرئيس؟


"مبروك مبروك مبروك...مبروك عليكم وعلينا...
مبروك مبروك مبروك...مبروك يا ناسنا وأهالينا...
يا رب كتر أفراحنا...يا رب كتر أفراحنا...
وعلى أد نيتنا أدينا....!!!!"


السيدات والسادة،،،
أعلم أن هذا الفاصل الغنائي سيؤدى إلى "بعت" الكثير من الجماهير، ظناً منهم أننا حققنا نصرا كرويا جديدا. وأن الحلم بتحقيق البطولة الأفريقية السادسة في عهد سيادة الرئيس، قد أصبح حقيقة.
الأمل ليس بعيدا يا سادة.
فالخبر الذي أزفه إليكم، يفتح الباب على مصراعيه لتحقيق الحلم الأفريقي السادس.
نعم، فالمقطع المذكور يخص مرة سادسة، ولكنها مرة سادسة من نوع آخر.
مرة سادسة سيذكرها التاريخ، مرة سادسة عاملة "ريكورد".
الآن سننافس الفراعنة، لن ننافسهم في البناء والتعمير، ولن ننافسهم في الزراعة والتحنيط.
بل سننافس فيما هو أهم!!!
سننافسهم في درجة الوفاء والإخلاص.


فقد سنحت لنا نحن شعب مصر العظيم فرصة من ذهب.
فرصة حقيقية للسير قدما تحت نفس الراية.
السير "أنجاجية" مع رمز حضارتنا المعاصرة، وبطلنا القومي.
سنسير معه إلى ما شاء الله.
والعبقري الذي قالها: "نحن معه إلى ما شاء الله"
 أقول له:
جزاك الله ما تستحق.
جزاك الله بها، فقد جعلتها دستورا لنا، دون أن نشعر.
-         احم احم...استيقظ يا حاج.
-         آه، صحيح.
أقول لصاحب هذه المقولة الخالدة في دستورنا:
جزاك الله يا بطل، يا صاحب الرؤية الخارقة، والعقلية النيرة.
رأيتها قبلنا وتمنيتها قبلنا، فهنيئا لك هذا الوفاء الذي سيذكره لك التاريخ.


لا أخفي عنكم يا سادة مدى القلق الذي عشته خلال الفترة السابقة، خشية أن يستخرج ابني بطاقته الشخصية في أي عهد آخر.
كم كنت أخشي عليه من إضاعة الوقت في الطوابير الطويلة.
ثم بعد هذا  يتسلم بطاقته، ويتحسسها بيده، دون أن يتمكن من القول بفخر، شكرا بابا حسني؟


هللوا يا سادة، ليفرح الجميع.
دقوا الطبول، لتزغرد النساء.
لترقص الفتيات اللواتي ذبلن في بيوتهن، فقد حان الوقت لتتفتح الزهور.
ارفعوا الخوف أيتها الأمهات، لن يأكل البحر أبناءكم بعد اليوم.
بل سنأكل نحن البحر، أقصد خيرات البحر.
لا أعدكم بأكل الجمبري فقط، بل سنضيف لمائدتنا الاستاكوزا.
ليس الأسطي كوزن، يا خالة.
لا، لا، سنأكل الاستاكوزا.
-         وما هي الاستاكوزا يا خويا؟
-         هي كائن أسطوري يشبه الصرصار يا حاجة، ويعيش في البحار.
-         ما هذا القرف؟. لا، أعطني أنت كيلو طماطم، ولك ألف شكر.
-         وما هي الطماطم يا حاجة؟


لا قطارات ستشتعل بعد اليوم.
وهل كانت القطارات تشتعل، إلا انتحارا خشية فراق الحبيب؟
وهل كانت العبارات تلقي بنفسها في قلب البحر، إلا خوفا من البعد عن نور العيون؟


ومن اليوم، ستندب جمعيات الرفق بالحيوان حظها.
نعم، فقد جاء عصر التهام المواشي بشحمها ولحمها، حية كما هي على المصاطب.
-         واحد كاتشب هنا يا عمنا.
-         صحة وعافية، صحة وعافية.


فين الخبر يا عم؟، أنا نمت.
ألم أخبركم بعد؟، يا نهار يا ولاد.
عذرا فقد أنستني الفرحة.
الخبر يا سادة...
أن سيادة الرئيس محمد حسني مبارك....أطال الله عمره، قد قرر أن يترشح للمرة السادسة على التوالي.
هل رأيتم أيها الشعب أنكم كاذبون؟
كذبتم وصدقتم الكذبة!!!
هل رأيتم أن سعادته وعد ووفى.
قال لن يورث الحكم، وها قد صدق.


هل عرف الشباب خطأه؟
هؤلاء الذين وقفوا يقولون لن نورث بعد اليوم، وكأنهم في هوجة أسامة عرابي.
-         يا عم اسمه أحمد عرابي.
-         يا سيدي، كلهم سبق لهم الهزيمة من الانجليز.


ولكن جُل ما أخشاه، أني أعلم أن الكثيرين منكم سيحاولون التقرب مني في الفترة القادمة، بعد أن ثبت للجميع أن كلمتي لها تأثير في دوائر الحكم.
حيث أن الاشاعات تناثرت أن السبب في إعادة ترشيح سيادة الرئيس لنفسه، أنه قرأ مقالي الأخير.
"من لنا بعدك يا سيادة الرئيس؟"
وأنه قد بات ليلته في أرق وسهد وتعب، خوفا على مشاعر شعبه المحب.
وأحب أن استغل هذه اللحظة الفريدة، لأوجه الشكر لسيادة الرئيس.
شكرا يا سيادة الرئيس، شكرا يا والدنا العزيز، حماك الله لنا.


وأوجه التهنئة كذلك لكل الشعب المصري.
فلنهنيء أنفسنا يا سادة، فمصر ستدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية.
وادعوا الجميع لتذكر هذا العنوان: "شعب وفي ورئيس محب"
قصة سيكتبها التاريخ بدموع المحبة والود. سيكتبها دمعة، دمعة.
-         أكثر الدمعة هنا اكرمك الله، الطماطم غالية أصلها.
-         من عيني يا أستاذ. واحد كمالة هنا للحاج.


السيدات والسادة،،،
حدث هذا لأن نيتنا لا مثيل لها، ولأن القلوب صافية، ولأن الفساد لم يعد له وجود في حياتنا.
من أجل هذا، من أجل مصر، بل "من أجلك أنت".
أبشركم وأبشر نفسي قبلكم، وأبشر أبنائي، بل وأبشر أحفادي.
أحفادي الذين سينالون نفس الشرف العظيم الذي نلته.
وهو الترعرع في كنف سيادة الأب الرئيس محمد حسني مبارك، أطال الله عمره.
أبشركم بكل الخير، وكل الازدهار.


السيادات والسادة،،،
ليشمر الجميع عن سواعدهم، ها قد حانت الفرصة لتعوضوا ما فاتكم.
من لم يحسن في السابق، ليجتهد، ها قد حانت الفرصة لتحسين مجموعه في عهد سيادة الرئيس.
من حصل على 90% من عمره في عهد سيادة الرئيس، شد حيلك لتحقق ال 95% لتلتحق بكلية التجارة حيث الشمس والهواء.
هيا، الشارع يناديك.
أو شد حيلك أكثر وأحصل على 200%، لتدخل هندسة بترول.
هيا، العمل في البنزينة يناديك، غدا سترى "النغنغة والبقشيش".


يعععععع، ها قد بدأت اسمع بعض همهمات الغضب المندسة بين الجموع المهنئة، اسمعها تردد:
"وماذا عن التغيير؟".
كم سمعت هذا السؤال، يرددونه ليلا ونهارا، ماذا عن التغيير من أجل الوطن...!!!
وأسأل...
من أين سنأتي ب"كوافيل" لتغطية كل طلبات التغيير "الملحة" هذه.
يا سادة ارحموا موازنة الدولة، هل سنسعي للاكتفاء في القمح أم في الكوافيل؟.
من الآن فصاعدا...
وداعا للتغيير ومرحبا للاستقرار.
إنه عصر الاستقرار بدون بلل.
تركيبة "لا دموع بعد اليوم"، جونسون أند جونسون.


السيدات والسادة،،،
ادعوا معي
اللهم اجعل هذه الدورة السادسة دورة انتصارات
اللهم النصر بالكأس الأفريقية السادسة
اللهم انصرنا على الكاميرون ومن شابههم
اللهم انصرنا على البافانا بافانا
اللهم بلغنا كأس العالم
اللهم بلغنا كأس العالم
اللهم بلغنا كأس العالم


وكما قال الشاعر:
سمعني ذئاب الجبل يا عم *** ديب ورا ديب ورا ديب


وإن شاء الله تعمريها... وأحفادك يجروا فيها....


لماذا فعلها سيادة الرئيس؟
سؤال من سلسلة:  سؤال يطرح نفسه = صفر.
http://qequalzero.blogspot.com


بقلم: عدنان القماش
22  أكتوبر 2010

الأحد، 17 أكتوبر 2010

من لنا بعدك يا سيادة الرئيس؟





"يا صحابي وصحباتي، هنا ومحلك سر. بصوا شوفوا حاجاتي، إنما إيه في السر. عندي فرشة أروبة، لها شعر ثغنطوط، ومعها أنبوبه بتطلع مجعون..."

أعزائي القراء، ليس هذا بإعلان عن نوع جديد من معاجين الأسنان التي تؤدي إلى سقوط الشعر.
بل هذه فقرة غنائية استعراضية، كانت تقوم بها تيتا "صفاء أبو السعود"، عندما كنت أنا في مرحلة الطفولة.
واعتادت – تيتا صفاء - أن تكون نجمة الحفلات المقامة بمناسبة أعياد الطفولة، والتي أعلنوا في إحداها عن ميثاق الطفولة.
وأتذكر أن أحد بنود هذا الميثاق، "حماية الطفل المصري من العمل".
ويبدو أنه لم يتم تحديد سقف لعمر الطفل المصري، فأصبحت الحكومة تعمل على حمايته من العمل حتى سن التسعين.

إن لم يكن المعجون هو موضوعنا، إذا لماذا اقتبست هذه الكلمات النيرة؟

أولا:
لأنها غيرت مجرى حياتي تماما.
فبعد أن كنت أغسل أسناني كل يوم، أصبحت أنام بأسناني متسخة "بعبلها يعني".
خوفا من الفرشاة الأروبة، فما أدراني، لعل شعرها الثغنطوط يدخل في اللثة ويؤثر على صحتي.

ثانيا:
لأنها تمثل ذكرياتي عن الطفولة والصبى، واهتمام سيادة الرئيس بهذا الجيل الذي أصبحت أنا أحد أفراده.
فما زلت أذكر ما كانوا يتغنون به علينا، وأكن لهم كل الحب.

وبعد فاصل "صحتك بالدنيا" هذا.
لننتقل إلى موضوع الساعة، وربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم – "السوس" يا قارئ، ما تفهمنيش صح-.
دعونا نسأل: "هل يمكن أن يرحل سيادة الرئيس محمد حسني مبارك؟"
بالطبع كلنا سنرحل، ولكن عندما أتحدث عن سيادة الرئيس - ولا أتحدث عن الغوغاء والدهماء والعامة من أمثالي - فالأمر يختلف. فرحيلي لن يغير من الأمر شيئا، أما رحيل سيادة الرئيس – أطال الله عمره – سيقلب الأمور رأسا على عقب.
تماما كما تفعل كل أمرأة بزوجها بنهاية كل شهر، للتفتيش بدقة عن أي نقود يخفيها هنا أو هناك.
أو ما يفعله أي أب مصري بابنه عندما يتأخر في إحضار الخبز من الطابور الطويل.
ولا أعلم لماذا كلما نطقت بكلمة "رحيل" هذه، أشعر برغبة عارمة في البكاء.
وأجدني والسؤال يصرخ داخلي:
"من لنا بعدك يا سيادة الرئيس؟ من لنا بعدك يا حبيبي؟"
لا تعجبوا يا سادة، فمحدثكم قضى أكثر من 90% من عمره لا يعرف رئيسا أو أبا حنونا غير سيادة الرئيس مبارك.
وقد تبدو هذه النسبة كافية لدخول إحدى كليات القمة، لكن كان هذا في السابق، أما الآن أصبح يتوجب عليك الحصول على 150% لدخول معهد عبدو باشا.
ولتتفهموا موقفي أكثر، دعوني أحكي لكم موقفا تاريخيا.

عندما كنت صغيرا كنت أسمع الناس يقولون: "عيد مبارك".
وكنت أظن حينها أن سيادة الرئيس قد اشترى العيد.
ليس احتكارا والعياذو بالله، ولكن ليوزع الفرحة على الشعب الطيب، الذي يحبه سيادة الرئيس من كل قلبه.
بعد هذا الموقف، دعوني أسألكم، من أين لنا بوالد مثل سيادة الرئيس؟

ودعوني أسألكم كذلك، من لنا برئيس خفيف الظل مثل سيادته؟
نعم، فهو صاحب أقوى "قفشة" سمعتها من رئيس.

حدث هذا عندما كان يتحدث سيادته عن المطارات العديدة التي تقبع فوق ربوع مصرنا الحبيبة.
وعندما أخذ سيادته يعدد هذه المطارات، صرخ أحد الحضور متسائلا: "ومطار بورسعيد يا ريس؟"
فأجاب سيادة الرئيس ضاحكا ضحكته الحانية الجميلة: "هذا المطار يصلح لهبوط الموتسيكلات".

أيها السادة، من أين لنا بمثل هذا الحب وهذه المودة؟.
هل تتخيلون أن نحيا لمدة ثلاثين عاما في حضن سيادة الرئيس، ونتربى في كنفه.
نفرح ونمرح ونرقص طربا للإنجاز تلو الإنجاز، وفي النهاية يرحل. 
هكذا؟.
هل نكون جاحدين وننسى هذا العهد الزاهر المليء بالإنجازات.
هل ننسى خمس بطولات أمم إفريقية؟ هل ننسى الإنجاز الأعظم بالوصول إلى كأس العالم؟

وقد تتساءل عزيزي القارئ، ما قيمة كل هذه الإنجازات؟
يكفي أن أخبرك أن إنجاز وصولنا إلى كأس العالم في إيطاليا وحده.
ساهم في مضاعفة حجم العمالة المصرية في إيطاليا، عن طريق دخول إيطاليا "من بابها" ورسميا وبتأشيرة دخول سليمة.
وليس "من الشباك" عن طريق القوارب والسباحة كما يفعل الشباب الأرعن هذه الأيام.
وأدت هذه الهجرة الكروية الشرعية إلى زيادة الوارد إلينا من العملات الصعبة...وجهاز "الديكتافون" الذي ملأ القرى المصرية.
وأظن أن هذه الأفواج من المهاجرين، هي السبب العلمي، لقيام الفيفا باختيار جنوب إفريقيا المرة السابقة، لتخفيف الضغط قليلا عن الدول الغربية.

ثم بعد كل هذا يرحل؟... هكذا؟
يتركنا ك"الولايا" في الطرقات تتخطفنا الطير؟
لا وألف لا...لا يمكن أن يتركنا سيادة الرئيس.
وأنا شخصيا لن أقف مكتوف الأيدى، ها أنا أتوعد كل من كان سببا في هذا.
لن أترك أحدا في حاله، وسأبدأ ببيت الداء.
نعم، بيت الداء، هذا الشعب الناكر للجميل، الكثير المطالب.
سأرفع قضية ضد الشعب المصري بأكمله.
الشعب الذي ضغط على سيادة الرئيس ضغطا نهش صحة سيادته.
بل ولم يتوقفوا حتى بعد أن وقع سيادته فريسة للإصابة بداء المرارة.
لن أترككم في حالكم أيها الشعب، لكم الويل.

حسنا حسنا، توقفوا عن إلقاء الطوب.
يا إخوة لا أحب "البيض الممشش"، يا أخوات اكتفينا من "الطماطم المفعصة".
حسنا حسنا، إن كان ولابد، دعونا نتوصل إلى صيغة تفاهم بيني وبينكم.
إن كان سيرحل، فليترك لنا شيئا من رائحته.
وقد ترشحون الكابتن حسن شحاتة، صاحب نصف الإنجازات التي سردناها آنفا.
وقد يتطرق البعض إلى صقر مصر، الرجل المقاتل الكابتن أحمد حسن، عميد لاعبي مصر، لكن رتبته كعميد لا تؤهله لمنصب الرئاسة.
فالرئاسة تحتاج إلى رتبة "معلم".
لكن أنا شخصيا أرشح سيادة الرئيس جمال محمد حسني مبارك – رئيس غصب عن عينك أخي القارىء وأختي القارئة -.
واخبروني، هل لديكم بديل؟ ...
إن كانت إجابتكم بنعم!!!
هنا سأضعكم في مأزق وسألقي عليكم سؤالا حرجا مستعصيا.

في عهد السيد جمال ستتغير التهنئة في العيد من "عيد مبارك" لتصبح "يا جمال العيد".
هل رأيتم مدى سهولة وسلاسة هذا التغيير؟؟؟

أخبروني بالله عليكم، كيف يمكننا تغيير تحية العيد لأي اسم آخر؟
هل يمكن أن نهنئ بعضنا في العيد ونقول: "عيد برادعي" أو "يا سليمان العيد"؟

السيدات والسادة،،، 
عودوا إلى صوابكم وادعوا لسيادة الرئيس بطول العمر...خصوصا مع اقتراب العيد.

ونختم بإحدى أجمل القصائد الشعرية:
يا أبله نجوى *** بإيه جتينا؟
جايبه لكم نوجة *** من كوفرتينا.
 طب اديهالنا *** وريحي بالنا.
دي هابي نوجا *** وعاملة هوجة.
غنولها ياله....

وإن شاء الله تعمريها...وعيالك يجروا فيها....

من لنا بعدك يا سيادة الرئيس؟
سؤال من سلسلة سؤال يطرح نفسه = صفر.
http://qequalzero.blogspot.com

بقلم: عدنان القماش
17 أكتوبر 2010