الجمعة، 22 أكتوبر 2010

لماذا فعلها سيادة الرئيس؟


"مبروك مبروك مبروك...مبروك عليكم وعلينا...
مبروك مبروك مبروك...مبروك يا ناسنا وأهالينا...
يا رب كتر أفراحنا...يا رب كتر أفراحنا...
وعلى أد نيتنا أدينا....!!!!"


السيدات والسادة،،،
أعلم أن هذا الفاصل الغنائي سيؤدى إلى "بعت" الكثير من الجماهير، ظناً منهم أننا حققنا نصرا كرويا جديدا. وأن الحلم بتحقيق البطولة الأفريقية السادسة في عهد سيادة الرئيس، قد أصبح حقيقة.
الأمل ليس بعيدا يا سادة.
فالخبر الذي أزفه إليكم، يفتح الباب على مصراعيه لتحقيق الحلم الأفريقي السادس.
نعم، فالمقطع المذكور يخص مرة سادسة، ولكنها مرة سادسة من نوع آخر.
مرة سادسة سيذكرها التاريخ، مرة سادسة عاملة "ريكورد".
الآن سننافس الفراعنة، لن ننافسهم في البناء والتعمير، ولن ننافسهم في الزراعة والتحنيط.
بل سننافس فيما هو أهم!!!
سننافسهم في درجة الوفاء والإخلاص.


فقد سنحت لنا نحن شعب مصر العظيم فرصة من ذهب.
فرصة حقيقية للسير قدما تحت نفس الراية.
السير "أنجاجية" مع رمز حضارتنا المعاصرة، وبطلنا القومي.
سنسير معه إلى ما شاء الله.
والعبقري الذي قالها: "نحن معه إلى ما شاء الله"
 أقول له:
جزاك الله ما تستحق.
جزاك الله بها، فقد جعلتها دستورا لنا، دون أن نشعر.
-         احم احم...استيقظ يا حاج.
-         آه، صحيح.
أقول لصاحب هذه المقولة الخالدة في دستورنا:
جزاك الله يا بطل، يا صاحب الرؤية الخارقة، والعقلية النيرة.
رأيتها قبلنا وتمنيتها قبلنا، فهنيئا لك هذا الوفاء الذي سيذكره لك التاريخ.


لا أخفي عنكم يا سادة مدى القلق الذي عشته خلال الفترة السابقة، خشية أن يستخرج ابني بطاقته الشخصية في أي عهد آخر.
كم كنت أخشي عليه من إضاعة الوقت في الطوابير الطويلة.
ثم بعد هذا  يتسلم بطاقته، ويتحسسها بيده، دون أن يتمكن من القول بفخر، شكرا بابا حسني؟


هللوا يا سادة، ليفرح الجميع.
دقوا الطبول، لتزغرد النساء.
لترقص الفتيات اللواتي ذبلن في بيوتهن، فقد حان الوقت لتتفتح الزهور.
ارفعوا الخوف أيتها الأمهات، لن يأكل البحر أبناءكم بعد اليوم.
بل سنأكل نحن البحر، أقصد خيرات البحر.
لا أعدكم بأكل الجمبري فقط، بل سنضيف لمائدتنا الاستاكوزا.
ليس الأسطي كوزن، يا خالة.
لا، لا، سنأكل الاستاكوزا.
-         وما هي الاستاكوزا يا خويا؟
-         هي كائن أسطوري يشبه الصرصار يا حاجة، ويعيش في البحار.
-         ما هذا القرف؟. لا، أعطني أنت كيلو طماطم، ولك ألف شكر.
-         وما هي الطماطم يا حاجة؟


لا قطارات ستشتعل بعد اليوم.
وهل كانت القطارات تشتعل، إلا انتحارا خشية فراق الحبيب؟
وهل كانت العبارات تلقي بنفسها في قلب البحر، إلا خوفا من البعد عن نور العيون؟


ومن اليوم، ستندب جمعيات الرفق بالحيوان حظها.
نعم، فقد جاء عصر التهام المواشي بشحمها ولحمها، حية كما هي على المصاطب.
-         واحد كاتشب هنا يا عمنا.
-         صحة وعافية، صحة وعافية.


فين الخبر يا عم؟، أنا نمت.
ألم أخبركم بعد؟، يا نهار يا ولاد.
عذرا فقد أنستني الفرحة.
الخبر يا سادة...
أن سيادة الرئيس محمد حسني مبارك....أطال الله عمره، قد قرر أن يترشح للمرة السادسة على التوالي.
هل رأيتم أيها الشعب أنكم كاذبون؟
كذبتم وصدقتم الكذبة!!!
هل رأيتم أن سعادته وعد ووفى.
قال لن يورث الحكم، وها قد صدق.


هل عرف الشباب خطأه؟
هؤلاء الذين وقفوا يقولون لن نورث بعد اليوم، وكأنهم في هوجة أسامة عرابي.
-         يا عم اسمه أحمد عرابي.
-         يا سيدي، كلهم سبق لهم الهزيمة من الانجليز.


ولكن جُل ما أخشاه، أني أعلم أن الكثيرين منكم سيحاولون التقرب مني في الفترة القادمة، بعد أن ثبت للجميع أن كلمتي لها تأثير في دوائر الحكم.
حيث أن الاشاعات تناثرت أن السبب في إعادة ترشيح سيادة الرئيس لنفسه، أنه قرأ مقالي الأخير.
"من لنا بعدك يا سيادة الرئيس؟"
وأنه قد بات ليلته في أرق وسهد وتعب، خوفا على مشاعر شعبه المحب.
وأحب أن استغل هذه اللحظة الفريدة، لأوجه الشكر لسيادة الرئيس.
شكرا يا سيادة الرئيس، شكرا يا والدنا العزيز، حماك الله لنا.


وأوجه التهنئة كذلك لكل الشعب المصري.
فلنهنيء أنفسنا يا سادة، فمصر ستدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية.
وادعوا الجميع لتذكر هذا العنوان: "شعب وفي ورئيس محب"
قصة سيكتبها التاريخ بدموع المحبة والود. سيكتبها دمعة، دمعة.
-         أكثر الدمعة هنا اكرمك الله، الطماطم غالية أصلها.
-         من عيني يا أستاذ. واحد كمالة هنا للحاج.


السيدات والسادة،،،
حدث هذا لأن نيتنا لا مثيل لها، ولأن القلوب صافية، ولأن الفساد لم يعد له وجود في حياتنا.
من أجل هذا، من أجل مصر، بل "من أجلك أنت".
أبشركم وأبشر نفسي قبلكم، وأبشر أبنائي، بل وأبشر أحفادي.
أحفادي الذين سينالون نفس الشرف العظيم الذي نلته.
وهو الترعرع في كنف سيادة الأب الرئيس محمد حسني مبارك، أطال الله عمره.
أبشركم بكل الخير، وكل الازدهار.


السيادات والسادة،،،
ليشمر الجميع عن سواعدهم، ها قد حانت الفرصة لتعوضوا ما فاتكم.
من لم يحسن في السابق، ليجتهد، ها قد حانت الفرصة لتحسين مجموعه في عهد سيادة الرئيس.
من حصل على 90% من عمره في عهد سيادة الرئيس، شد حيلك لتحقق ال 95% لتلتحق بكلية التجارة حيث الشمس والهواء.
هيا، الشارع يناديك.
أو شد حيلك أكثر وأحصل على 200%، لتدخل هندسة بترول.
هيا، العمل في البنزينة يناديك، غدا سترى "النغنغة والبقشيش".


يعععععع، ها قد بدأت اسمع بعض همهمات الغضب المندسة بين الجموع المهنئة، اسمعها تردد:
"وماذا عن التغيير؟".
كم سمعت هذا السؤال، يرددونه ليلا ونهارا، ماذا عن التغيير من أجل الوطن...!!!
وأسأل...
من أين سنأتي ب"كوافيل" لتغطية كل طلبات التغيير "الملحة" هذه.
يا سادة ارحموا موازنة الدولة، هل سنسعي للاكتفاء في القمح أم في الكوافيل؟.
من الآن فصاعدا...
وداعا للتغيير ومرحبا للاستقرار.
إنه عصر الاستقرار بدون بلل.
تركيبة "لا دموع بعد اليوم"، جونسون أند جونسون.


السيدات والسادة،،،
ادعوا معي
اللهم اجعل هذه الدورة السادسة دورة انتصارات
اللهم النصر بالكأس الأفريقية السادسة
اللهم انصرنا على الكاميرون ومن شابههم
اللهم انصرنا على البافانا بافانا
اللهم بلغنا كأس العالم
اللهم بلغنا كأس العالم
اللهم بلغنا كأس العالم


وكما قال الشاعر:
سمعني ذئاب الجبل يا عم *** ديب ورا ديب ورا ديب


وإن شاء الله تعمريها... وأحفادك يجروا فيها....


لماذا فعلها سيادة الرئيس؟
سؤال من سلسلة:  سؤال يطرح نفسه = صفر.
http://qequalzero.blogspot.com


بقلم: عدنان القماش
22  أكتوبر 2010

الأحد، 17 أكتوبر 2010

من لنا بعدك يا سيادة الرئيس؟





"يا صحابي وصحباتي، هنا ومحلك سر. بصوا شوفوا حاجاتي، إنما إيه في السر. عندي فرشة أروبة، لها شعر ثغنطوط، ومعها أنبوبه بتطلع مجعون..."

أعزائي القراء، ليس هذا بإعلان عن نوع جديد من معاجين الأسنان التي تؤدي إلى سقوط الشعر.
بل هذه فقرة غنائية استعراضية، كانت تقوم بها تيتا "صفاء أبو السعود"، عندما كنت أنا في مرحلة الطفولة.
واعتادت – تيتا صفاء - أن تكون نجمة الحفلات المقامة بمناسبة أعياد الطفولة، والتي أعلنوا في إحداها عن ميثاق الطفولة.
وأتذكر أن أحد بنود هذا الميثاق، "حماية الطفل المصري من العمل".
ويبدو أنه لم يتم تحديد سقف لعمر الطفل المصري، فأصبحت الحكومة تعمل على حمايته من العمل حتى سن التسعين.

إن لم يكن المعجون هو موضوعنا، إذا لماذا اقتبست هذه الكلمات النيرة؟

أولا:
لأنها غيرت مجرى حياتي تماما.
فبعد أن كنت أغسل أسناني كل يوم، أصبحت أنام بأسناني متسخة "بعبلها يعني".
خوفا من الفرشاة الأروبة، فما أدراني، لعل شعرها الثغنطوط يدخل في اللثة ويؤثر على صحتي.

ثانيا:
لأنها تمثل ذكرياتي عن الطفولة والصبى، واهتمام سيادة الرئيس بهذا الجيل الذي أصبحت أنا أحد أفراده.
فما زلت أذكر ما كانوا يتغنون به علينا، وأكن لهم كل الحب.

وبعد فاصل "صحتك بالدنيا" هذا.
لننتقل إلى موضوع الساعة، وربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم – "السوس" يا قارئ، ما تفهمنيش صح-.
دعونا نسأل: "هل يمكن أن يرحل سيادة الرئيس محمد حسني مبارك؟"
بالطبع كلنا سنرحل، ولكن عندما أتحدث عن سيادة الرئيس - ولا أتحدث عن الغوغاء والدهماء والعامة من أمثالي - فالأمر يختلف. فرحيلي لن يغير من الأمر شيئا، أما رحيل سيادة الرئيس – أطال الله عمره – سيقلب الأمور رأسا على عقب.
تماما كما تفعل كل أمرأة بزوجها بنهاية كل شهر، للتفتيش بدقة عن أي نقود يخفيها هنا أو هناك.
أو ما يفعله أي أب مصري بابنه عندما يتأخر في إحضار الخبز من الطابور الطويل.
ولا أعلم لماذا كلما نطقت بكلمة "رحيل" هذه، أشعر برغبة عارمة في البكاء.
وأجدني والسؤال يصرخ داخلي:
"من لنا بعدك يا سيادة الرئيس؟ من لنا بعدك يا حبيبي؟"
لا تعجبوا يا سادة، فمحدثكم قضى أكثر من 90% من عمره لا يعرف رئيسا أو أبا حنونا غير سيادة الرئيس مبارك.
وقد تبدو هذه النسبة كافية لدخول إحدى كليات القمة، لكن كان هذا في السابق، أما الآن أصبح يتوجب عليك الحصول على 150% لدخول معهد عبدو باشا.
ولتتفهموا موقفي أكثر، دعوني أحكي لكم موقفا تاريخيا.

عندما كنت صغيرا كنت أسمع الناس يقولون: "عيد مبارك".
وكنت أظن حينها أن سيادة الرئيس قد اشترى العيد.
ليس احتكارا والعياذو بالله، ولكن ليوزع الفرحة على الشعب الطيب، الذي يحبه سيادة الرئيس من كل قلبه.
بعد هذا الموقف، دعوني أسألكم، من أين لنا بوالد مثل سيادة الرئيس؟

ودعوني أسألكم كذلك، من لنا برئيس خفيف الظل مثل سيادته؟
نعم، فهو صاحب أقوى "قفشة" سمعتها من رئيس.

حدث هذا عندما كان يتحدث سيادته عن المطارات العديدة التي تقبع فوق ربوع مصرنا الحبيبة.
وعندما أخذ سيادته يعدد هذه المطارات، صرخ أحد الحضور متسائلا: "ومطار بورسعيد يا ريس؟"
فأجاب سيادة الرئيس ضاحكا ضحكته الحانية الجميلة: "هذا المطار يصلح لهبوط الموتسيكلات".

أيها السادة، من أين لنا بمثل هذا الحب وهذه المودة؟.
هل تتخيلون أن نحيا لمدة ثلاثين عاما في حضن سيادة الرئيس، ونتربى في كنفه.
نفرح ونمرح ونرقص طربا للإنجاز تلو الإنجاز، وفي النهاية يرحل. 
هكذا؟.
هل نكون جاحدين وننسى هذا العهد الزاهر المليء بالإنجازات.
هل ننسى خمس بطولات أمم إفريقية؟ هل ننسى الإنجاز الأعظم بالوصول إلى كأس العالم؟

وقد تتساءل عزيزي القارئ، ما قيمة كل هذه الإنجازات؟
يكفي أن أخبرك أن إنجاز وصولنا إلى كأس العالم في إيطاليا وحده.
ساهم في مضاعفة حجم العمالة المصرية في إيطاليا، عن طريق دخول إيطاليا "من بابها" ورسميا وبتأشيرة دخول سليمة.
وليس "من الشباك" عن طريق القوارب والسباحة كما يفعل الشباب الأرعن هذه الأيام.
وأدت هذه الهجرة الكروية الشرعية إلى زيادة الوارد إلينا من العملات الصعبة...وجهاز "الديكتافون" الذي ملأ القرى المصرية.
وأظن أن هذه الأفواج من المهاجرين، هي السبب العلمي، لقيام الفيفا باختيار جنوب إفريقيا المرة السابقة، لتخفيف الضغط قليلا عن الدول الغربية.

ثم بعد كل هذا يرحل؟... هكذا؟
يتركنا ك"الولايا" في الطرقات تتخطفنا الطير؟
لا وألف لا...لا يمكن أن يتركنا سيادة الرئيس.
وأنا شخصيا لن أقف مكتوف الأيدى، ها أنا أتوعد كل من كان سببا في هذا.
لن أترك أحدا في حاله، وسأبدأ ببيت الداء.
نعم، بيت الداء، هذا الشعب الناكر للجميل، الكثير المطالب.
سأرفع قضية ضد الشعب المصري بأكمله.
الشعب الذي ضغط على سيادة الرئيس ضغطا نهش صحة سيادته.
بل ولم يتوقفوا حتى بعد أن وقع سيادته فريسة للإصابة بداء المرارة.
لن أترككم في حالكم أيها الشعب، لكم الويل.

حسنا حسنا، توقفوا عن إلقاء الطوب.
يا إخوة لا أحب "البيض الممشش"، يا أخوات اكتفينا من "الطماطم المفعصة".
حسنا حسنا، إن كان ولابد، دعونا نتوصل إلى صيغة تفاهم بيني وبينكم.
إن كان سيرحل، فليترك لنا شيئا من رائحته.
وقد ترشحون الكابتن حسن شحاتة، صاحب نصف الإنجازات التي سردناها آنفا.
وقد يتطرق البعض إلى صقر مصر، الرجل المقاتل الكابتن أحمد حسن، عميد لاعبي مصر، لكن رتبته كعميد لا تؤهله لمنصب الرئاسة.
فالرئاسة تحتاج إلى رتبة "معلم".
لكن أنا شخصيا أرشح سيادة الرئيس جمال محمد حسني مبارك – رئيس غصب عن عينك أخي القارىء وأختي القارئة -.
واخبروني، هل لديكم بديل؟ ...
إن كانت إجابتكم بنعم!!!
هنا سأضعكم في مأزق وسألقي عليكم سؤالا حرجا مستعصيا.

في عهد السيد جمال ستتغير التهنئة في العيد من "عيد مبارك" لتصبح "يا جمال العيد".
هل رأيتم مدى سهولة وسلاسة هذا التغيير؟؟؟

أخبروني بالله عليكم، كيف يمكننا تغيير تحية العيد لأي اسم آخر؟
هل يمكن أن نهنئ بعضنا في العيد ونقول: "عيد برادعي" أو "يا سليمان العيد"؟

السيدات والسادة،،، 
عودوا إلى صوابكم وادعوا لسيادة الرئيس بطول العمر...خصوصا مع اقتراب العيد.

ونختم بإحدى أجمل القصائد الشعرية:
يا أبله نجوى *** بإيه جتينا؟
جايبه لكم نوجة *** من كوفرتينا.
 طب اديهالنا *** وريحي بالنا.
دي هابي نوجا *** وعاملة هوجة.
غنولها ياله....

وإن شاء الله تعمريها...وعيالك يجروا فيها....

من لنا بعدك يا سيادة الرئيس؟
سؤال من سلسلة سؤال يطرح نفسه = صفر.
http://qequalzero.blogspot.com

بقلم: عدنان القماش
17 أكتوبر 2010

السبت، 9 أكتوبر 2010

هل تفعلها الفيفا؟

نداء عاجل لكل القوى الوطنية المحبة لهذا الوطن الغالي.
فقد قامت إمبراطورية الفيفا العظمى بالجور على الشعوب المسكينة.
وطالبت كل الولايات التي تنضوي تحت رايتها، وتحيا في كنفها، بتطبيق نظام الاحتراف الكامل المتكامل.
مما سيكون له أتعس الأثر، وأسوء العواقب على مواطني الشعوب الحرة التي لا تجد نفسها إلا وسط النجيلة. وعلى وجه الخصوص الشعب المصري المسكين.
من اليوم، سيعيش المواطن كأمير مكسور القلب، بدون معشوقة القلوب، الساحرة المستديرة، كرة القدم.

والتالي بعض بنود القانون الجائر من الفيفا:
والذي ذكرني بجور الهكسوس وتحديهم السافر لأحمس.
حيث طالبوا بنقل أفراس النهر، أو تحويل نهر النيل إلى "حلة" كبيرة، وعمل ملوخية علي شوربة أفراس النهر.
ولماذا كل هذا؟، لأنها تزعج سيادتهم!!!
فما أشبه اليوم بالبارحة، أيتها السيدة العفيفة "فيفا".

قالت الفيفا، أنه يجب أن يكون لكل ناد ملعب خاص به!!!
من أين لنا هذا؟، ونحن لا نجد لقمة العيش!!!
يا فيفا، من لا يرى من الغربال، يبقى الغربال فيه دقيق.

وقد يقترح أحد السادة المسئولين، أن تلعب الأندية - التي تمثل عصارة فخر وانتصارات الوطن- في الساحات الشعبية.
ولكن هذا الحل غير ناجع، ليس فقط لعدم وجود ما يسمي بالساحات الشعبية، حيث انهارت مبانيها منذ عقود.
ولكن لأن الفيفا تريد الملعب بمواصفات معينة، مع التأكيد على كسرة البنطلون وكشكشة الياقة.

من هذه الشروط: ألا يبعد الملعب عن المطار مسافة 100 كيلو.
ويبدو أن الفيفا تجهل أن الكيلو في مصر وصل "شيء وشويات".
وقد ثبت تاريخيا أن "شيء" هو ابن عم "شويات".

وفيما يبدو أن الفيفا تحتاج إلى إعادة كشف نظر، حيث طالبت برفع مرتب حكم مباريات كرة القدم إلى ما يقرب من 15000 جنيها عن كل شهر.
عذرا إن شعرت أن "الفونت" يرتجف، فلم تتكمن أصابعي من كتابة هذا الرقم الضخم.
ولن أقول شيئا. غير أني أشعر أن كل أساتذة الجامعات والسادة المستشارين والقضاة والأطباء والمهندسين، كل هؤلاء الذين فشلوا في حياتهم وعملوا بهذه المهن. سيقومون من الغد بارتداء الثوب التحيكيمي، وإظهار جمال الركبتين.

ولأن الفيفا إمبراطورية قوية الشكيمة، ولها سطوتها، أمعنت في الظلم والجبروت.
وطالبوا بتحويل الأندية إلي شركات مساهمة!!!
وأعلم أن نفس المسئول السابق – من حشر هذا المسئول في المقال؟؟؟ - سيقول أن هذا هو أسهل الشروط.
حيث سنقوم بعمل النبال من الأقفاص الخشبية التي كان يوضع فيها الكائن الأسطوري المسمى ب"الفراخ"، ثم وضع "أستك" من الذي كان يستخدم في "تدكيك" سراويل "بيجامات" الكساء الشعبي - عندما كان الشعب المصري يجد الكسوة-. بعدها يقوم كل ناد بشد الأستك، ثم يترك السهم ليطيش في الهواء.
ونقول للفيفا، ها هي الأسهم !

لكن كل المشكلات السابقة مقدور عليها، خصوصا "الأستيك".
المشكلة الحقيقة هي أن الفيفا طالبت بأن يكون كل من في المنظومة محترفا والعياذو بالله.
بمعني ألا يمتلك "المحترف"، مقهى، أو محل سندوتشات، أو قناة فضائية، أو غيره من هذه المشروعات ذات القيمة الاقتصادية العظيمة، وصاحبة البعد القومي العميق.

والقرار من هذه الجهة قد يبدو سهلا!!!
حيث سيقوم " المحترف"، بنقل ملكية "السبوبة" لأحد أقاربه.
ثم ينطلق إلي محل العمل، ليعمل باحترافية العالم ببواطن ما يوكل إليه من أعمال.
لكن الفيفا تضعنا في مأزق حقيقي، لأن كلمة احتراف تختلط لدينا بكلمة حرفي.
ولا يمكننا حاليا الفصل بين الكلمتين، حيث أن المهن الحرفية اختفت وأفلست تحت وطأة ضربات الصين لها.
فاختلط المعنيان بشكل يصعب علينا الفصل بينهما.
وزاد الطين بلة، عندما قامت كلمة "احتراف" باصطحاب كلمة "ورشة عمل".
ولكن بما أننا أهل الفهلوة والحداقة، لم يستعصى علينا الأمر كثيرا.
فقد قمنا بخلط كل المفاهيم، لنصبح محترفين يعملون في الورش كالصنايعية.

لكن هذه النقطة تقودنا إلى مجموعة من الأسئلة، لو أصحبنا "حرفيين" أقصد "محترفين".
كيف سنسير الأعمال من دون ضرب الأسافين في زملائنا؟
من سيقف في وسط الشركة ويصرخ "من النهاردة ما فيش إدارة...أنا الإدارة"؟
حقا المعضلة الحقيقة تكمن في موضوع الاحتراف هذا، وأتمنى أن تخفف الفيفا شواكشيها علينا.

لكن بما أني مواطن مصري أصيل.
ومن أجل سواد مربعات الكرة، ومن أجل النصر المظفر، بل من أجل مصر.
وقبل كل هؤلاء، من أجل الفاضلة نانسي عجرم، التي رفعت مستوى الانتماء لدي المواطن المصري.
بتغنيها باسم الوطن بعد انتصارنا المجيد في 2006، ذلك النصر الذي أنسانا مرارة مأساة غرق العبارة، ورحيل مئات المصريين كوجبة طعام للأسماك.
نانسي التي سألت السؤال الذي سيظل خالدا إلى ما شاء الله: "لو سألتك أنت مصري تقولي إيه؟؟؟؟!!!!"
من الأفضل ألا يجيبها أحد يا سادة...ضبط النفس يا سادة...!!!

من هذا المنطلق وبكل الحب للوطن، سأتجاهل كل هذا التعسف والصلف من طرف الفيفا.
من هنا...
أوجه نداءً عاجلا إلى سيادة رئيس الوزراء أحمد عبيد.
- يا عم اسمه أحمد نظيف، السابق كان اسمه عاطف عبيد.
- يا سيدي أهو كلهم وزراء.

أرجوك يا سيد نظيف، انجد مصر، انجدنا يا سيد نظيف، لتهب الحكومة لإنقاذ نشاط كرة القدم.

ستتوقف الدنيا يا سيدي، لن يجد "اللكاكون" ما يلوكونه قبل وبعد وأثناء كل مباراة.
لن يجدوا مكانا يظهرون فيه بكل هذه "البدل"، التي يكفي ثمنها لحل أزمة الخبز في مصر.

يا سيدي الأمر جد خطير...
والوالد اسمه إيهاب
إذا الاسم بالكامل: "خطير إيهاب الأمر"

لن يجد المواطن البسيط غير مشاكل الغلاء، والأمراض، والمواصلات، والخبز تركض أمام عينيه، وتمرر الدنيا من بين ساقيه، ثم يأتي حظه في العارضة.
وآه يا كورة، آه يا كورة. تضعين أناس تحت، وترفعين آخرين إلى المقصورة !!!

لن تتمكن شركات المياة الغازية من الوصول لكل بيت.
لن يتمكن الناس من الذهاب إلي "راية". من إين سيحصلون على النوكيا؟، إن لم يظهر الإعلان أثناء المباراة "عايز نوكيا روح لراية".
لن يتعلم شبابنا الرجولة!!!
كيف وهم لم يسمعوا قول الحكيم: "استرجل وأشرب بريل".؟

لن نتمكن من صناعة أفلام تسجيلية عن فتوحات النصر في أحراش أفريقيا.
لن يخرج علينا الصقر والصخرة والنمر والذئب والحوت والسمكة وكل مخلوقات الله، ليخبرونا بكيفية تحقيق النصر، وكم التضحيات البطولية.

يا سيدي شباب الأمة لن يجدوا قدوة يحتذون بها.
من لنا بعدك يا أبا الإصبع؟؟؟!!!

يا سيدي لن نجد مشاكل نادي الزمالك التي ملأت حياتنا ابتسامات وضحكات.
لن نسمع أغنية، "احنا معك يا عميد...الزمالك اتغلب...طب إيه الجديد؟؟؟"

ولن نسمع عن النادي الأهلي وفتوحاته العظيمة. الأهلي بطل القرن، ومحطم قلوب العذارى.
من أين لنا بسماع النشيد الحربي العظيم، قوم يا أهلي شوف كتائبك والجنود؟؟؟!!!.

وأتساءل....
هل هذه مؤامرة دولية تحركها المنظمات الصهيونية والماسونية، لوقف نشاط النادي الأهلي. بعد أن ثبت أنه يمتلك كتائبا وجنودا؟، ومن حين لآخر تتردد مقولة "الأبطال في معسكرات التدريب"؟؟؟

هل تفعلها الفيفا...إن فعلتها...فلك الله يا مصر....لك الله يا غالية.

سؤال الحلقة:
ما سر تسمية اتحاد كرة القدم ب "اتحاد الجبلاية"؟

وإن شاء الله تعمريها والفيفا توقف لك فيها.
هل تفعلها الفيفا؟
سؤال من سلسلة: 
سؤال يطرح نفسه = صفر.

بقلم: عدنان القماش
9 أكتوبر 2010