الأربعاء، 13 يونيو 2012

ماذا تعرف عن الدولة الشفشوقية؟



كثيرة هي الدول والممالك عبر التاريخ.
فهناك الدولة الأموية، والأيوبية، والعثمانية، وغيرهم الكثير.
وفي عهد الفرعون المخلوع، كان أحد الاساتذة يشرح لتلاميذه تاريخ الدولة الإخشيدية.
وقف أحد الطلاب النابهين، وسأل:
- أستاذي العزيز، ماذا سيكون اسم دولتنا في التاريخ؟
تردد الأستاذ، خشية أن يكون هذا التلميذ من جواسيس جهاز أمن الدولة.
فسكت ولم يجب !
وعندما طُرح علي هذا السؤال، أجبت مسرعا: الدولة اللاتختيشية.


وبما أننا في سياق انتخابات حرة مزورة نزيهة، فها نحن على أعتاب اختيار رئيس جديد، وبناء دولة جديدة.
ونحن بين خيارين، أن نصبح دولة المرسيون، وهذا اسم قد تراه فاقدا لبعض الشياكة.
لكن لو تعلق الأمر بالشياكة،  فليس البديل أبدا أن نصبح دولة الشفاشقة.
ورغم ما في الاختيار الأول من تأويلات، إلا أن الاختيار الثان تجده مستحيلا.


فكيف لا نرى أن هذا الاختيار، سيكون خطرا شديدا على سمعتنا التاريخية؟
ومن لا يظن إنه سيمثل مشكلة كبيرة لكل أفراد الشعب؟ 
هل تسأل كيف؟
ستجد من يتكئ على كتفك، يهمس في أذنك بحماس: تخيل عزيزي أن يصبح كل منا شفشوقا صغيرا !
يلتفت حوله قبل أن يسألك: ماذا سيحدث إذا سقط أحدنا على الأرض؟
حقا، ماذا سيحدث لأي شفشوق إذا ما سقط أرضا؟...
وإن كنا  لا نغفل الجانب المشرق، الذي لا يراه المجحفون !
ألا وهو  زيادة فرص الاستثمار في صناعة بونطة اللحام.


حسنا، دعونا  نوضح الصورة بشكل أكبر.
فلنتخيل أن أحدنا سيلتقي بأحد ابناء الدولة الأيوبية، فيسأل الأيوبي:
- هل أنت من الدولة الأيوبية؟
ستجيب بكل فخر: لا، أنا من الدولة الشفشوقية.
لا أعلم لماذا أشعر أن الأيوبي سيسقط على الأرض من شدة الضحك، وهو يصرخ:
- شفشوق، وماذا كانت العملة في دولتكم؟ البلاص؟ والفكة، مائة من الأكواز؟


بعد أن يرى الأيوبي علامات الخجل على وجهك، يحاول أن يتمالك نفسه لكنه يفشل، فيسألك:
- ومن كان قائد دولتكم؟ دعني أخمن ... "الزير" سالم؟
وما أن يرى علامات الخجل تتحول إلى علامات تنذر بالغضب، يبادر بالسؤال:
- حسنا، حسنا، ما  اسمه؟
تجيب بملء فيك:
- شفيق - مع قلقلة الإيق - !
- شفيق من؟
- شفيق !
متلعثم أنت بعد أن أكتشفت حقيقة أن سيادة الفريق - الذي تخطى عمره السبعين خريفا - يحيا بلا إنجاز يسجله له التاريخ.
سيسعفك مرور رجل طيب، ويجيب عنك قائلا:
- شفيق يا رجل، الذي كلما ذهب إلى مكان استقبله الناس ب"حفاوة"... شفيك أساحبي.


تغضب، تصرخ قائلا:
- كيف لا تعرف الرجل نقى السريرة، والذي تخيل أن الجمال والبغال والحمير ذهبت لترقص مع البشر في ميدان التحرير؟ كيف لا تعرف الرجل صاحب الكرامات، والذي قَتل وقٌتل ومازال يحيا بيننا؟
تجمع كل قوتك وأنت  تصرخ في وجهه:
- وكيف لا تعلم صاحب أحد عجائب الدنيا السبع، "المطار...صالة رقم 3".
فيسألك الرجل مندهشا :
- وما المميز في مطاركم هذا؟ هل كان سيادة الفريق يبني المطار بنفسه؟
أتخبرني بأن سيادته كان يحضر كل يوم ليحفر الأرض، ويرفع قواعد المطار. أم كان يحضر مبكرا لتطويق الطائرات، وينادي بصوت جهوري:
- واحد نيويورك، واحد نيويورك. واحد سُفيف إلى جوار الطيار.


تتغاضى عن سخريته، تجيب وأنت في حالة هيام:
- الصالة 3، وهل يوجد عبر التاريخ من لا يعرف الصالة 3؟
حسنا، دعني أشرح لك الإعجاز. هذه الصالة العصماء، انشأتها شركة تركية بمبلغ مليار و 350 مليون دولار فقط لا غير. والطاقة الاستيعابية 40 رحلة يوميا. هل لك أن تتخيل هذا العدد الهائل من الطائرات يهبط لدينا كل يوم. هل ترى هذا الإعجاز؟
ثم تميل لتقضي عليه، تسأله بخبث: ثم كيف لك أن تعرف القيمة التاريخية لإنشاء مطار، وأنتم لم تملكوا مطارا في دولتكم الإيوبية؟
يفجعك الرجل وهو يقول: نعم، لم أكن أعرف بكلمة مطار هذه، إلا من خلال بيت الشاعر: "ما طار" طير وأرتفع إلا كما طار وقع. لكنني ألتقيت برجل من دولة الظبيين. وقال لي أن نفس الشركة التركية، قد قامت ببناء مطار دولتهم في مدينة أبو ظبي.
وكان حجم المطار أكبر أربع مرات من صالتكم العصماء، وطاقة المطار تصل ل300 رحلة يوميا، وقد دفعوا 400 مليون دولار فقط لا غير.


تخجل، تتصبب عرقا. وقبل أن تنطق بكلمة،  يستطرد الرجل قائلا:
- والعجيب أن صاحبنا من دولة الظبيين، لم يعتبر هذا المطار من إنجازات دولته.
وقبل أن يتركك، يسألك سؤالا يلجم به لسانك، يقول ضاحكا:
- بالمناسبة، لماذا دفعتم بالدولار، ولم تدفعوا بالبلاليص؟


السيدات والسادة،،،
بحثت كثيرا عن طريقة لحل مشكلة الوقوع في دولة الشفاشقة هذه.
هذه الفكرة التي لا يقف وراءها، لا جنرالات الجيش، ولا أساطين الشرطة، ولا المخابرات، ولا أمريكا، ولا إسرائيل، ولا حتى شعبان عبد الرحيم.
وكالعادة وجدت الحل قابعا في بطون كتب التاريخ:
ذات مرة، عُرض أحد الذين خرجوا على الدولة الأموية على الخليفة، وكان الحكم بإعدام الرجل.
فقال الرجل معاتبا: أنا لا استحق هذا الحكم.
سأله الخليفة: لماذا؟
قال الرجل: لأني ما خرجت عليك إلا لمصلحتك. فقد خرجت مع  فلان فهُزم، وخرجت في جيش فلان فتم أسره، وخرجت مع فلان فقُتل.
فكنت على الواحد منهم، أشد من مئة ألف ممن في جيشك.



وهنا الحل أخي المواطن، أختي المواطنة.
لن نفعل شيئا، فقط سنعتمد على طبيعة المتشفشقين، وندعو الله أن يحشرهم معه يوم القيامة.



وأخيرا، لا تعجبوا إذا قام سيادة الفريق بجعل فيلم:  "حافية على جسر من ذهب". هو الفيلم المذاع دائما على قنوات التلفاز المصري.


وختاما...نحن لا نزرع البلوفرات. بطولة: صاحب صاحب الضربة الجوية.
أو كما قال الشاعر: إيــــــــــــــــــــــــه؟


ماذا تعرف عن الدولة الشفشوقية؟

سؤال من سلسلة سؤال يطرح نفسه = صفر.
http://qequalzero.blogspot.com

بقلم: عدنان القماش

14 يونيو 2012