السبت، 27 نوفمبر 2010

ماذا تعرف عن فيروس ملتحمة العين؟

يقول المثل الشعبي: "الجوعان يحلم بالخبز".

وبما أننا أصبحنا نحلم بالطماطم، وكنا من قبل أسرى للحلم الإعجازي المسمى باللحمة.
حدث اندماج للرغبتين – أي اللحمة والطماطم، ويمكن تسميتهما برغبة اللحمة المسبكة - في اللا وعي الشعبي، وتعارفتا في أزقة أرواح المواطنين. فظهر علينا الوباء المسمى بفيروس الملتحمة.

لكن من أين جاء اسم هذا الفيروس؟
الأمر لا يحتاج إلى الكثير من القدرات اللغوية، لمعرفة كيف تبلور اسم الفيروس، وتحوصل في النفوس، حتى وصل إلى الطور الحالي، والذي أصبح واقعا نحياه.

فإن كنتم أصحاب ذاكرة قوية، ستتذكرون أن أكثر حروف كلمة طماطم هي ال "ط" و "م". فإذا أضفنا إليها كلمة لحمة، مع إضافة القليل من البقدونس، ثم استخدمنا الحاسوب الخارق لعمل التباديل والتوافيق، سنجد أمامنا كلمة "م ل ط ح م ة".
وهنا قد يعترض أحدكم على كون الكلمة التي أمامنا مكتوبة بحرف ال "طاء"، والفيروس يحمل حرف ال "تاء".

نقول له...
بالإضافة إلى الانحراف المعياري الذي أصيبت به عين الحاسوب الخارق، - وتسمى هذه الحالة الحاسوبية ب "الحول الإلكتروني" -.
سنجد أن مكتشف الحالة في مصر، كان صديقا من دولة الهند.
دفعت له حكومتنا الموقرة ملايين الدولارات بصفته الخبير الأجنبي، الذي يظهر كثيرا في الأفلام العربية.

وكان دوره ينحصر في اكتشاف الاسم الأمثل لهذا الفيروس.
فعكف لسنوات عديدة على قراءة الأساطير الفرعونية القديمة، لكنها لم تشحذ ذهنه مطلقا.
احتار في أمره، تصبب عرقا عندما شعر أن مهمته ستفشل، وظل يفكر حتى شعر بالجوع.
فذهب إلى السوق ليشتري بعض الطعام.
فوجد أن شراء ثمرات الطماطم، سيستهلك أكثر من نصف المبلغ الذي حصل عليه من الحكومة الموقرة.
كذلك أفزعه مشهد إلهه المعلق عند الجزاريين الأشرار.
فأخذ يركض كالمجنون وهو يقول:
-         طماطم لحمة، طماطم لحمة، طماطم لحمة.
ورغم حزنه على إلهه البتلو، برقت فكرة اسم الفيروس في رأسه.
وقال في نفسه: المصلحة أهم من البتلو أحيانا.
وجلس على حاسوبه، يطور البرامج المناسبة لاختيار الاسم الأنسب للفيروس.

صفق الجميع، عندما سمعوا منه "الملتهمة".
وكان يفترض بالاسم أن يكون "الملطحمة".
ولكن لأن هذا الخبير الهندي، لا يستطيع نطق حرف ال "ط"، فقالها "ملتهمة".
ولكن بعض الخبراء المحنكين في شؤون السياسة، اقترحوا تعديل حرف ال "هاء" إلى حرف "الحاء".
نظرا لأن الاسم الجديد، سيحقق شعبية كبيرة بين المواطنين، لارتباطه بكلمة "لحمة".
فأصبح اسم الفيروس "ملتحمة".
هذا هو الشق اللغوي والطبخي للفيروس، وبالهناء والشفاء.

- ماذا عن الشق الطبي يا عم؟
- لا يهمنا كثيرا.

وقد تتساءل عزيزي القارئ، ماذا عن دور وزارة الصحة في مقاومة الفيروس؟
وأقول لك أنك تجهل المجهودات العظيمة التي تقوم بها الوزارة.

لذلك أرجو أن تسمح لي أن أوضح لك، أن الوزارة تقوم بما عليها وزيادة.
فالوزارة تستورد أطنانا من البخور كل عام، وتقوم بتبخير جميع المستشفيات والمدارس من شر العين. إذا المشكلة في العين، وليست في الوزارة.
وكما نعلم أننا أصبحنا شعبا "منفسن".
فتجد جارتكم تقول لابنتها:
-         لقد نجح الولد محمود بن الحاجة أم إبراهيم بتفوق.
فيتردد بعدها بثوان مكبر الصوت في المنطقة مناديا:
-         لقد توفى إلى رحمة الله، الطفل محمود بن الحاجة أم إبراهيم، من يريد العزاء يتوجه إلى ....

والأهم، أن حكومتنا هي إحدى أكثر الحكومات التي تراعي المقاييس العلمية في اختيار البخور.
وقد أصرت على إضافة "عين العفريت" لكي "يطقطق" فوق الفحم المتقد.
- بابا بابا، ممكن أبخر قليلا.
- بس يا ولد. التبخير مسئولية الكبار فقط.

وإياك ثم إياك عزيزي القارئ أن تتخيل، أني أسخر من حكومتنا الكريمة والعياذو بالله.
فالسخرية هي أسلوب المواطن المسكين مع الحكومات "الوحشة".
أما حكومتنا الميمونة فهي حكومة "حلوة"، تحب الشعب والشعب يحبها.
حتى أن الشاعر صور هذا الحب كالتالي:
أنا أحب الحكومة *** والحكومة تحبني
أركب الحمار *** وهي تزوقني

كان الله في عون وزارة الصحة، وكان الله في عون الحكومة، وكان الله في عون الشعب.
- ياااااااا رب.

ولعنة الله على هذا الفيروس الشرير، الذي سيزعجنا ويعكر صفو العلاقة بيننا وبين حكومتنا الحبيبة.

وإن شاء الله تعمريها...وعيالك لا يصيبهم مكروه فيها.

ماذا تعرف عن فيروس ملتحمة العين؟
سؤال من سلسلة:  سؤال يطرح نفسه = صفر.
http://qequalzero.blogspot.com

بقلم: عدنان القماش
26 نوفمبر 2010