الأربعاء، 13 يونيو 2012

ماذا تعرف عن الدولة الشفشوقية؟



كثيرة هي الدول والممالك عبر التاريخ.
فهناك الدولة الأموية، والأيوبية، والعثمانية، وغيرهم الكثير.
وفي عهد الفرعون المخلوع، كان أحد الاساتذة يشرح لتلاميذه تاريخ الدولة الإخشيدية.
وقف أحد الطلاب النابهين، وسأل:
- أستاذي العزيز، ماذا سيكون اسم دولتنا في التاريخ؟
تردد الأستاذ، خشية أن يكون هذا التلميذ من جواسيس جهاز أمن الدولة.
فسكت ولم يجب !
وعندما طُرح علي هذا السؤال، أجبت مسرعا: الدولة اللاتختيشية.


وبما أننا في سياق انتخابات حرة مزورة نزيهة، فها نحن على أعتاب اختيار رئيس جديد، وبناء دولة جديدة.
ونحن بين خيارين، أن نصبح دولة المرسيون، وهذا اسم قد تراه فاقدا لبعض الشياكة.
لكن لو تعلق الأمر بالشياكة،  فليس البديل أبدا أن نصبح دولة الشفاشقة.
ورغم ما في الاختيار الأول من تأويلات، إلا أن الاختيار الثان تجده مستحيلا.


فكيف لا نرى أن هذا الاختيار، سيكون خطرا شديدا على سمعتنا التاريخية؟
ومن لا يظن إنه سيمثل مشكلة كبيرة لكل أفراد الشعب؟ 
هل تسأل كيف؟
ستجد من يتكئ على كتفك، يهمس في أذنك بحماس: تخيل عزيزي أن يصبح كل منا شفشوقا صغيرا !
يلتفت حوله قبل أن يسألك: ماذا سيحدث إذا سقط أحدنا على الأرض؟
حقا، ماذا سيحدث لأي شفشوق إذا ما سقط أرضا؟...
وإن كنا  لا نغفل الجانب المشرق، الذي لا يراه المجحفون !
ألا وهو  زيادة فرص الاستثمار في صناعة بونطة اللحام.


حسنا، دعونا  نوضح الصورة بشكل أكبر.
فلنتخيل أن أحدنا سيلتقي بأحد ابناء الدولة الأيوبية، فيسأل الأيوبي:
- هل أنت من الدولة الأيوبية؟
ستجيب بكل فخر: لا، أنا من الدولة الشفشوقية.
لا أعلم لماذا أشعر أن الأيوبي سيسقط على الأرض من شدة الضحك، وهو يصرخ:
- شفشوق، وماذا كانت العملة في دولتكم؟ البلاص؟ والفكة، مائة من الأكواز؟


بعد أن يرى الأيوبي علامات الخجل على وجهك، يحاول أن يتمالك نفسه لكنه يفشل، فيسألك:
- ومن كان قائد دولتكم؟ دعني أخمن ... "الزير" سالم؟
وما أن يرى علامات الخجل تتحول إلى علامات تنذر بالغضب، يبادر بالسؤال:
- حسنا، حسنا، ما  اسمه؟
تجيب بملء فيك:
- شفيق - مع قلقلة الإيق - !
- شفيق من؟
- شفيق !
متلعثم أنت بعد أن أكتشفت حقيقة أن سيادة الفريق - الذي تخطى عمره السبعين خريفا - يحيا بلا إنجاز يسجله له التاريخ.
سيسعفك مرور رجل طيب، ويجيب عنك قائلا:
- شفيق يا رجل، الذي كلما ذهب إلى مكان استقبله الناس ب"حفاوة"... شفيك أساحبي.


تغضب، تصرخ قائلا:
- كيف لا تعرف الرجل نقى السريرة، والذي تخيل أن الجمال والبغال والحمير ذهبت لترقص مع البشر في ميدان التحرير؟ كيف لا تعرف الرجل صاحب الكرامات، والذي قَتل وقٌتل ومازال يحيا بيننا؟
تجمع كل قوتك وأنت  تصرخ في وجهه:
- وكيف لا تعلم صاحب أحد عجائب الدنيا السبع، "المطار...صالة رقم 3".
فيسألك الرجل مندهشا :
- وما المميز في مطاركم هذا؟ هل كان سيادة الفريق يبني المطار بنفسه؟
أتخبرني بأن سيادته كان يحضر كل يوم ليحفر الأرض، ويرفع قواعد المطار. أم كان يحضر مبكرا لتطويق الطائرات، وينادي بصوت جهوري:
- واحد نيويورك، واحد نيويورك. واحد سُفيف إلى جوار الطيار.


تتغاضى عن سخريته، تجيب وأنت في حالة هيام:
- الصالة 3، وهل يوجد عبر التاريخ من لا يعرف الصالة 3؟
حسنا، دعني أشرح لك الإعجاز. هذه الصالة العصماء، انشأتها شركة تركية بمبلغ مليار و 350 مليون دولار فقط لا غير. والطاقة الاستيعابية 40 رحلة يوميا. هل لك أن تتخيل هذا العدد الهائل من الطائرات يهبط لدينا كل يوم. هل ترى هذا الإعجاز؟
ثم تميل لتقضي عليه، تسأله بخبث: ثم كيف لك أن تعرف القيمة التاريخية لإنشاء مطار، وأنتم لم تملكوا مطارا في دولتكم الإيوبية؟
يفجعك الرجل وهو يقول: نعم، لم أكن أعرف بكلمة مطار هذه، إلا من خلال بيت الشاعر: "ما طار" طير وأرتفع إلا كما طار وقع. لكنني ألتقيت برجل من دولة الظبيين. وقال لي أن نفس الشركة التركية، قد قامت ببناء مطار دولتهم في مدينة أبو ظبي.
وكان حجم المطار أكبر أربع مرات من صالتكم العصماء، وطاقة المطار تصل ل300 رحلة يوميا، وقد دفعوا 400 مليون دولار فقط لا غير.


تخجل، تتصبب عرقا. وقبل أن تنطق بكلمة،  يستطرد الرجل قائلا:
- والعجيب أن صاحبنا من دولة الظبيين، لم يعتبر هذا المطار من إنجازات دولته.
وقبل أن يتركك، يسألك سؤالا يلجم به لسانك، يقول ضاحكا:
- بالمناسبة، لماذا دفعتم بالدولار، ولم تدفعوا بالبلاليص؟


السيدات والسادة،،،
بحثت كثيرا عن طريقة لحل مشكلة الوقوع في دولة الشفاشقة هذه.
هذه الفكرة التي لا يقف وراءها، لا جنرالات الجيش، ولا أساطين الشرطة، ولا المخابرات، ولا أمريكا، ولا إسرائيل، ولا حتى شعبان عبد الرحيم.
وكالعادة وجدت الحل قابعا في بطون كتب التاريخ:
ذات مرة، عُرض أحد الذين خرجوا على الدولة الأموية على الخليفة، وكان الحكم بإعدام الرجل.
فقال الرجل معاتبا: أنا لا استحق هذا الحكم.
سأله الخليفة: لماذا؟
قال الرجل: لأني ما خرجت عليك إلا لمصلحتك. فقد خرجت مع  فلان فهُزم، وخرجت في جيش فلان فتم أسره، وخرجت مع فلان فقُتل.
فكنت على الواحد منهم، أشد من مئة ألف ممن في جيشك.



وهنا الحل أخي المواطن، أختي المواطنة.
لن نفعل شيئا، فقط سنعتمد على طبيعة المتشفشقين، وندعو الله أن يحشرهم معه يوم القيامة.



وأخيرا، لا تعجبوا إذا قام سيادة الفريق بجعل فيلم:  "حافية على جسر من ذهب". هو الفيلم المذاع دائما على قنوات التلفاز المصري.


وختاما...نحن لا نزرع البلوفرات. بطولة: صاحب صاحب الضربة الجوية.
أو كما قال الشاعر: إيــــــــــــــــــــــــه؟


ماذا تعرف عن الدولة الشفشوقية؟

سؤال من سلسلة سؤال يطرح نفسه = صفر.
http://qequalzero.blogspot.com

بقلم: عدنان القماش

14 يونيو 2012

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

لماذا أغلقوا مكتب قناة الجزيرة مباشر؟



قلتها من قبل، وأكررها اليوم.
من لا يرى من الغربال، لابد أن يفهم، أن الغربال يحتوى على دقيق.

ومقال اليوم من نفس العجينة، بدون إضافة خميرة أو سكر سنترافيش !!!
لقد أغلقوا قناة الجزيرة العميلة الصهيونية، والتي تمتلكها تلك الدولة التي يوجد بها قاعدة عسكرية أمريكية.
تلك الدولة التي تصدر الغاز لإسرائيل.
ليس هذا فحسب، بل ليس لديها رجل ملثم يفجر الأنبوب مثل الموجود عندنا.
وبالتالي نحن دولة وطنية، لا تتعامل مع الصهاينة أو الأمريكان.
أما هم فدولة عميلة مارقة، تسعى لخراب مصر، وكل دول العالم العربي بلا استثناء...
قناة الجزيرة هي الخطر يا سادة، أتعلمون لماذا؟
لأنها محاطة بالماء من كل الجهات، أما لو كانت محاطة بالماء من جهتين أو ثلاث، لكان الحال غير الحال.

وأعلم أنكم تتساءلون عن السر وراء غلق مكتب القناة الآن، وبعد كل هذه الشهور، إذ كانت لا تملك تصريح للعمل منذ البداية.
قد يقول البعض أن الدولة تلملم أوراقها المبعثرة، وتحاول استعادة هيبتها، خصوصا أمام الدول المحيطة.
وأعلم أن بعضكم يمكنه ضحد هذا المنطق، عن طريق تذكيرنا بمواقف العار التي أتخذتها حكومتنا الميمونة مع الكيان الصهيوني الشقيق.

وهنا أجيب أصحاب نظرية مواقف العار، أننا نراعي حقوق الجيرة جيدا، ولا ينكرها إلا قليل الحظ.
وكما تعلمون أن قليل الحظ يجد أحداث السفارة في الجمعة.

لكن بما أننا بعد الثورة تبنينا المنهج العلمي في التحليل، وفقا لمواصفات الجودة العالمية.
دعوني أخبركم بالسر الحقيقي وراء اغلاق مكتب القناة في القاهرة.
وليس كما تظنون أن جهاز الأمن الوطني - أطال الله عمره، وحمى أوراقه من الفرم – هو السبب في هذا.

السبب في غلق مكتب القناة، هو خلاف نشب بين السمسار الذي قام بدور الوسيط في عميلة استئجار القناة لهذا المكتب.
ويقولون أن مشادة كلامية عنيفة، نشبت بين السمسار وأمير قطر شخصيا.
ذهب على اثرها السمسار إلى مقر مجلس الوزراء، وأخذ يصرخ "أنا مواطن مصري".
ومع الحرف الأخير من جملته، أرتج الديوان بأكمله، ارتعد كل السادة الوزراء وتصببوا عرقا.
استمر السمسار في صراخه: لقد خدعني الإخوة العرب...نعم، القطريون "ضربوا" على عمولتي.

غضب سيادة رئيس الوزراء، وخرج عن شعوره، وقال:
كيف يهان مواطن مصري، وأنا حي أرزق؟
وأين؟ فوق أرض مصر التي أرتوت بدماء الشهداء.
كيف يهان مواطن مصري، وأنا رئيس وزراء ثوري، أخذت شرعيتي من ميدان التحرير.
لا أنكر أنني كنت هناك لاستخراج "شهادة خط سير" من مجمع التحرير...وعندها أعتبروني من الثوار.
لكن هذا لا يمنع أني من أشد المؤمنيين بالثورة.

ذهب سيادة رئيس الوزراء مغاضبا، ليأمر المجلس العسكري بإعداد العدة للجهاد ضد دولة قطر.
فلم يعثر على سيادة رئيس المجلس العسكري المشير طنطاوي، لأن سيادة المشير كان يستعد للشهادة ضد الرئيس المخلوع.
صحيح أن سيادة المشير لم يذهب للجلسة كما تعلمون. لكن هذه قصة أخرى سنشرح حيثياتها في مقال آخر إن شاء الله.

عندها غضب السيد شرف، ونادى أول رتبة عسكرية قابلته:
- تعال هنا، سنضع خطة غزو قطر. هيا، أعلنوا التعبئة العامة.
القائد العسكري متعلثما أمام رئيس وزراء حكومتنا الثوري:
- لكن يا فندم دولة قطر تبعد عنا كثيرا.
شرف:

- لا يهم سنغزو السعودية أولا، نعتمر ونحج، ثم نجتاح قطر بكل ما فيها.

القائد العسكري:

-  إذا كان هذا هو القرار النهائي، أنصح بتغيير"تيل" الفرامل الخاص بمركباتنا العسكرية. فأنت تعلم أن قطر دولة "محندقة". وإذا ما اندفعنا نحوها بقوة، قد تسقط قواتنا في ماء الخليج.

بينما يتأمل الدكتور شرف خارطة "بورتو مارينا"، مال القائد العسكري على أذنه وسأل مرتجفا:
- لكن ... ألا ينبغي أن ننتظر قرار سيادة المشير؟
- مشير !!!...مشير من؟ عندما أقول الكلمة، لا أرجع عنها أبدا...أتسمعنى....أبدا !!!
ارتفع صوت غاضب:
- "حنفى"، أقصد "شرف"...
- ستنزل هذه المرة...لكن ضعوا في حسابتكم أن المرة القادمة، لا يمكن أن تنزل أبدا !!!
وعندها غادر السيد شرف المكان مع السمسار، وهو يعده بحل المشكلة في أسرع وقت ممكن.
وأنه سيسعى لإعادة صياغة قانون انتخابات مجلس السماسرة، بعد أن يحصل على الموافقة على قانون الجامعات ومشكلة القيادات الجامعية.

جلس السيد شرف حزينا بسبب هذا الموقف الوطني العصيب.
صادف هذا مرور سيادة وزير الإعلام الذي سمع الحكاية كاملة، تصاحبها  دموع الحزن من عيون السيد شرف، لأن هذا المواطن المصري، يعتبر المواطن الوحيد الذي ضاع حقه في عهد السيد شرف.
عندها انتفض سيادة الوزير الثوري، والذي يرأس وزارة الإعلام . أخرج من جيبه "وصلين"، أحدهما يخص مصلحة الماء، والآخر يخص شركة الكهرباء، وقال:
-  لا يا سيد شرف، لقد أكتشفت الجريمة الحقيقية وراء هذه القناة. الجريمة تنبع من رغبة سيادة سفير دولة قطر، في تقسيط جهاز حاسوب لحفيده. وعندها أراد استئجار هذا المكان، ليتمكن من استخدام عنوان المكان في انهاء إجراءات التقسيط.
ثم قام سيادة الوزير بتقطيع الوصلين. وعندها عادت الروح لتدب في جسد الرجل الثوري الشريف السيد شرف.
وانطلقت جحافل شرطة المصنفات، لتغلق مكتب القناة الغير مرخص.
وقد ضحت مصر بالثروة القومية التي كنا سنحصل عليها من وراء تقسيط سيادة السفير القطري لجهاز الحاسوب الخاص بحفيده.
ورغم أن هذا سيؤثر على سير "عجلة" الإنتاج، حفظها الله لنا "منفوخة".
لكن كل شيء يهون، مقابل كرامة الإنسان المصري.
وعاشت مصر، وعاش شعبها بكل كرامة وحرية.

فقرة إعلانية:
تعلن وزارة الإعلام المصرية، عن جائزة مالية قيمة، لكل من يحمل اسم "تامر"، ويسكن في منطقة "غمره".

وبما  أن السخرية سهلة، دعوني أقترح حلا لهذه القضية الشائكة.
بما أننا نسرق من دولة قطر البث الخاص بقنواتها  الرياضية، ثم نقوم بتوزيع الإرسال عبر الوصلات.
دعونا نعتبر أن قناة الجزيرة، كانت تسرق الكهرباء من العامود المجاور للبناية.
ونغلق المحضر، بعد تسجيل القضية ضد العامود.

ونختم بقول مواطنة مصرية أصيلة، تدعى "سلسبيل المصرية":
"وزير الإعلام المصري : أغلقنا مكتب الجزيره مباشر مصر بسبب شكوي الجيران !!!
دا علي أساس إنهم لما بينشروا الأخبار...بتنقط عليهم ... "

وإن شاء الله تعمريها، وقطر ما تقسط حواسيب فيها...

لماذا أغلقوا مكتب قناة الجزيرة مباشر؟
سؤال من سلسلة سؤال يطرح نفسه = صفر.
http://qequalzero.blogspot.com

بقلم: عدنان القماش
11 سبتمبر 2011

الاثنين، 1 أغسطس 2011

هل سيادة الرئيس مخلوع أم متنحى؟



"لك يا منازل في القلوب منازل *** أقفرت أنت وهن منك أواهل"
سيادة الأب القائد الرمز...أهدي لك بيت الشعر هذا، والذي لا يعبر عن حالي وكربي.
فكم حزنت وأنا أفتش حولي في جنبات مصر. فلم أجد النور الذي كان يغشانا، كلما أطللت علينا من خلال شاشة التلفاز.
وتنادينا قائلا: "أيها الإخوة المواطنون".
كم كنت أطرب لهذا النداء. رغم أنه يحمل في طياته تمييزا كبيرا ضد النساء.
فلماذا لم تقل أبدا "أيها الأخوات المواطنون
أو "أيها الجماعة المواطنون".
كما يصف أهلنا في الريف نساءهم بأنهم "الجماعة".
أعلم أنك نسيت الريف والقرى من كثرة مشاغل الحضر وأهله. لدرجة أنك لم تزر أهلك لعقود طويلة.
لكن هذا ليس موضوعنا...فمهمتك الوطنية الأصيلة كانت أكبر من صلة الرحم وأكبر من كل شيء.

سيادة الرئيس...
حزنت كثيرا عندما رأيت ابناء شعبك يتحدثون عن جنازتك.
ويطالب البعض بأن تدفن في مدافن "الغفير" على عكس رتبتك العسكرية.
بل ويطالب آخرون بجعلها جنازة سرية...وتحججوا بخوفهم من أن يفتك بك الثوار !!!
لكن السؤال الحقيقي: هل يمكن أن تموت وتتركنا؟
ما زلت لا أتخيل. هل يمكن أن يحدث هذا في يوم من الأيام؟
فرغم أني ما زلت في ربيع العمر، إلا أنني كنت سأموت إذا واجهت تلك الضغوط، التي واجهتها سيادتك في الفترة السابقة وحدها.
لكن يبدو أنك حقا سليل الفراعنة. الذي زرعوا هذه الأرض أمجادا، إلى حد "النفخ"، الذي نراه على شكل الأهرامات الثلاث.
نعم سيادة الرئيس، فهذه حقيقة تاريخية. هذه الأهرامات لم تشيد، ولكنها أوارم طفحت على سطح هذه الأرض الطيبة.

لكن كيف تموت؟ لا، يا نور العيون، أنت لن تموت.
أعلم أنك شجاع، وستواجه المحكمة بكل قوة، وتناديهم: "أيها المحكمة المواطنون".
لن تموت يا مهجة القلب، إلا بعد أن تسمع قرار براءتك من كل التهم الموجهة إليك.
هل يمكن أن تدان في مثل هؤلاء الصغار؟ هل يعقل - يا كايدهم - أن تكون تهمتك قتل ألف من شباب مصر؟
وأكاد أسمع صوت فلولك المخلصة، وهي تنشد بعد إعلان نتيجة المسابقة، أقصد حكم المحكمة: "والنبي لنكيد الثوار".

لا يمكن أن تدان بالطبع وقطعا ويقينا.
فأنت صاحب الضربة الجوية. تلك الضربة التي غيرت وجه التاريخ، حتى فقد التاريخ ملامحه.
ولن نفتخر من تلك الزاوية التي يحاول البعض أن يحدثنا عنها دائما، وهي أن هذه الضربة هي نصر أكتوبر.
لا سيادة الرئيس، فهذه الضربة الجوية لها ميزة خاصة عن كل الضربات في العالم.
ألا وهي، أنها الضربة الوحيدة في التاريخ، التي تمنى الشعب المنتصر أن توجه إليه، وأن يذهب صاحبها ليحكم العدو.
هل حقق غيرك مثل هذا الانجاز؟

لكن ما اعتصر قلبي حقا، هو أنهم يصفونك بالمخلوع.
وتشعر بالكلمة تخرج من أفواههم الحاقدة عليك، وكأنهم سيقولونها "المركوب".
ودعنا نقف قليلا عند تسميتك. ولنتأمل معضلة "الرئيس المخلوع...أم الرئيس المتنحي؟".
هذه المعضلة التي تنافس في سوق الثورة معضلة "الدستور أولا...أم الانتخابات أولا؟"

لو سألتني، سأختار التسمية الثانية بالطبع. لأنها امتداد طبيعي لحالتك، منذ أن تصدرت المشهد.
فأنت متنحي مثل الصفات المتنحية في الوراثة. ومتنحي من المنحنى. ومتنحي من "التنا.."
نعتذر عن هذا العطل الفني، وانقطاع الإرسال عن لوحة المفاتيح.
ونعود من إذاعة خارجية لنقول، أن كلها صفات لا تليق إلا بالعظماء من أمثالك سيادة الرئيس.

وأسأل: لماذا يحتار هذا الشعب الذي ضيع مجده بيديه؟ لماذا لا يطلق عليك لقب الرئيس المخلوع المتنحي؟؟؟
وكيف يفكرون في حل بمثل هذه السهولة، وهم من لم تسعفهم عبقريتهم لإدراك أنك المجد الذي تركوه.
فهذا الشعب لم يصبر لبضع سنوات إضافية. كانت كفيلة لجعلنا الجيل رقم واحد في تاريخ مصر عبر العصور.
نعم، كنا سنضرب الرقم القياسي لفترة حكم رئيس واحد، لكن ماذا نقول؟

وأنت سيد من يعلم أن استقرار الجهاز الفني، من أهم الأسس لتحقيق البطولات.
ودعني أخبر الشعب حقيقة لا يعلمونها، لتزداد حسرتهم.
لا سيادة الرئيس، لا تحاول منعي...سأخبرهم بالحقيقة.
وها هو الدخان ينطلق، وأشعة الفوتون تخترق سماء مقالتي، وتنقض دائرة الضوء على جملتي التالية:
أنك أنت الكابتن حسن شحاتة...!!!

نعم يا شعب، سيادة الرئيس كان هو نفسه حسن شحاتة مدرب منتخب مصر لكرة القدم.
هل ظننتم أن هذا اللاعب، يمكنه أن يصبح مديرا فنيا يفوز بكل هذا البطولات القارية؟
يا سادة هذا كله من فعل سيادة الرئيس.
ودعوني أسألكم: هل رأيتم حظا أكبر من حظ الكابتن شحاتة؟
بالطبع لا. ألم يحيركم هذا الأمر كثيرا؟. ها قد بطل العجب، لأنكم علمتم السبب.
شحاتة كان هو نفسه الرئيس المبارك المبروك البركة.

ولكي أزيل عنكم كل الشكوك، دعوني أضرب لكم مثالا في منتهى الوضوح.
ألا تتفقون معي أن نهائي كأس الأمم الأفريقية للعام 2006، هو من أصعب المباريات التي خاضها المنتخب القومي؟
أعلم أن بعضكم يظن أن الصعوبة نبعت من مقتل أكثر من ألف مواطن في حادثة العبارة قبل المباراة بعدة أيام.
وأن سيادة الرئيس شعر بالحرج لحضور مثل هذه المناسبة الكروية، بينما أسماك البحر تأكل أجساد أبنائه من شعب مصر.
وربما يظن بعضكم أن صعوبة المباراة، نبعت من كونها مباراة نهائي بطولة، وقوة الخصم، وكل هذا الكلام الفارغ !

لا يا سادة هذا في مخيلتكم أنتم فقط.
لكن المشكلة أن سيادة الرئيس، بما أنه هو نفسه حسن شحاتة. احتار في كيفية لعب الدورين في نفس المكان.
وانقطع نفس سيادته - خصوصا مع سنوات عمره المتقدمة - في صعود وهبوط الدرج.
ليمثل دور الرئيس للحظات، ثم العودة مرة أخرى إلى دكة الاحتياطي لإدارة المباراة.
ولا أخفيكم سرا، أن أصعب ما في الموقف هو تركيب هذا الشنب الأبيض الضخم.
والذي كان أصعب من تغيير ملابس سيادته على الدرج بين عشرات الألوف من المواطنين.

مازلتم يا سادة لا تصدقون...دعوني أخبركم أن النتائج هي الدليل.
هل رأيتم المستوى الفني للكابتن حسن شحاتة – الحقيقي - بعد أن ذهب سيادة الرئيس؟
لقد انهار المنتخب، بل انهارت الكرة في مصر كلها.
ليس لأن راعي الرياضين تم خلعه، كما سيقول لكم البعض. أو أن الشعب أفاق من أفيون كرة القدم.
لا، لا تصدقوهم. بل سبب الانهيار، هو أن سيادته كان هو النجم.

ولا أبالغ إن قلت أن سيادة الرئيس كان هو نفسه أبو تريكة...!!!
ودعوني أؤكد لكم هذه الإشاعة بالمعلومة وبالدليل.
وهي تقبيل اللاعب محمد زيدان ليد سيادته.
هل تتخيلون أنه يمكن أن يفعلها أي كائن مصري، لأنه يرى أن سيادة الرئيس المخلوع له أفضال على البلاد؟.
بالطبع لا، لكن زيزو فعلها.
لأن سيادته كان هو أبوتريكة، الذي استغل مجهود زيدان في استخلاص الكرة من سونج لاعب الكاميرون.
وأحرز سيادة الرئيس هدف الفوز بكأس الأمم 2008.
ولأن أبو تريكة – الذي كان هو نفسه الرئيس – هو الذي ساعد زيدان على النجاح مرات ومرات بتمريراته السحرية.
فعندما غاب الرئيس عن بطولة الأمم 2010، بداعي الإصابة.
قام زيدان بتقبيل يده، ليقول له: نحن لا ننسى الرجال يا تريكة.

والآن...هل رأيتم ما ضاع من بين أيديكم؟
ألا تشعرون بالرغبة في الصراخ: "نحن أسافين يا ريس" ؟

رحمة الله على مستقبل مصر الكروي...ورحمة الله على الشهداء....
وأفوض أمرك إلى الله، يا سيادة الرئيس المخلوع المتنحي...لأن أسماك القرش والحيتان، لا تريد أن تتولى أمرك...!!!
أقصد بحديثي أسماك القرش في البحر الأحمر...لا تفهموني بشكل صحيح !!!

ونختم بقول الحكيم: "من أنجب لم يمت...ومن عين لم ينخلع" !!!

هل سيادة الرئيس مخلوع أم متنحى؟
سؤال من سلسلة سؤال يطرح نفسه = صفر.
http://qequalzero.blogspot.com

بقلم: عدنان القماش
20 يوليو 2011

الخميس، 7 يوليو 2011

هل لبست ثورتنا السلطانية؟



تحكي أسطورة السلطانية، أن رجلا بسيط مسكين، خرج لشراء الفول.
وكان يحمل معه سلطانية مزركشة...فركب سفينة...

ولا تجد تفسيرا لهذا السيناريو العجيب. غير أن المؤلف أو الرجل البسيط، واحد منهما قد تعاطى "قرش الحشيش" بأكمله.
فما علاقة الفول بالسفينة !!!
ولكي يستكمل مروجي هذه الأسطورة، الحملة الدعائية للصنف المسمى "قرطسنى قرطس".
قالوا أن السفينة غرقت...وسقط الرجل على جزيرة...
ولا تملك إلا أن تقول: "يا حلولي"

وهذا بالضبط ما حدث لثورتنا المجيدة.
خرج الناس لا يطالبون بشيء غير التطهير والحرية والعدالة الاجتماعية.
فإذ بنا وبدون أي سبب يعقل. وجدنا أنفسنا في سفينة، يقودها من لا نعرف.
وقال لنا: "لقد أنقذتكم من الغرق، لكن لا بد من الصمت والهدوء، لنتمكن من جلب الفول".
هتفنا: شكرا جزيلا.
وأرحنا جسدنا المنهك، وقلبنا يلهث بالشكر والثناء على هذا الرجل الطيب.
واستيقظنا بعد قليل، لنجد المهرجين والقراصنة والبلطجية من حولنا.
يضربوننا بالأحذية، ويسبون أمهاتنا !!!
هذا لمجرد أننا – أثناء النوم - نظرنا من فوق طرف السفينة على جزيرة بني صهيون الشقيقة.

ثم وجدناهم يعلقوننا في وسط السفينة. ونظرنا حولنا لنرى أهالي شهداء ثورتنا المجيدة معلقين مثلنا.
وفعل بنا القراصنة، كما يقول المثل: "أي مكان يوجعك أكثر؟".
لقد رأينا رغبة عجيبة في الانتقام في عيون من يعذبوننا ويهينونا، وكانت الدماء تسيل من بين أنيابهم.
ولكن إحقاقا للحق، لا نملك إلا أن نشكرهم على هذه الوصلة الفنية من بالية بحيرة البقر.
والتي قام بها أحد السادة، الذين يفترض به حمايتنا وذبحنا في الوقت ذاته.
وكان يحمل معه سيفين، أو كما تقول الأسطورة "سنجتين".
وبعد انتهاء الفقرة، قالت نشرة أخبار القراصنة. أن السيوف تخص البلطجية وقراصنة السفينة المضادة.

وهنا قررنا وقف إذاعة مسلسل "سفينة الحب" هذا، وصرخنا.
لا ننكر أن هناك بلطجية، ونعلم من هو أبوهم الشرعي. وظهورهم وأفعالهم وعدم السيطرة عليهم، أمور كانت مفهومة في بداية ركوب السفينة، أقصد في بداية الثورة.
أما أن يظل هذا الكيان القومي المسمى بالبلطجية، والذي لا يتأخر عن التواجد في كل المحافل الوطنية.
سواء تكريم شهداء الثورة أو ميدان التحرير أو ميدان الأربعين بالسويس، أو غيرهم.
أن يظل موجودا، ويدخل في مباريات ودية مع الفريق القومي لوزارة الداخلية.
ثم يتم سحقنا نحن في دائرة المنتصف...فهذا هو التهريج بعينه.
إما أن تحرز الداخلية هدفا، وتنهى المباراة.
وإما أن الجماهير ستكتسح أرض الملعب، ويحرزون الدوري.

السيدات والسادة،،،
لم تعاني ثورتنا من شيء، أكثر من هؤلاء الطاعنين في السن، الذين صادروا المشهد في جميع الميادين.
ورغم اقتراب معظمهم من الوصول إلى خط النهاية، إلا أننا اكتفشنا أنهم يحرصون على الحياة، بل والاستثمار كذلك.
بعد أن اكشتفنا أنهم يملكون مصانع لتصنيع السلطانيات، وكل مواطن حسب مقاسه.
واستأجروا من يهلل هنا وهناك، في معارك شغلتنا عن أهدافنا وثورتنا.
فهؤلاء ينادون بالدستور أولا، وكأن الدساتير هي التي تحمي الشعوب وليس العكس!!!
وآخرون مخدعون في أنه ستكون هناك انتخابات حرة نزيهة !!!
والأخطر تركهم لأراجوزات الإعلام ليصفوا الثوار بالبلطجية !!!

كيف يحدث أي تقدم يا سادة، والشرطة مشغولة في الرقص مع البلطجية، في مشهد من فيلم الرقص مع الكلاب !!!
بل لا يفلح سيادتهم، إلا في التلفظ بكل ما هو قذر، والإشارة لنا بحركات بذيئة.
هل سيأتي هذا الضابط ليطبق القانون؟
هل سيضرب على يد الفاسد؟ أم سيضرب يده في جيب الشريف؟
هل سيجعل الضعيف عنده قويا، حتى يأتي له بحقه؟؟؟

وتأتينا السلطانية الكبرى من طرف وزارة الداخلية.
والتي حدث في عهدها بعد الثورة، كل ما هو طريف.
تكريم السادة الضباط في مكتبة الاسكندرية.
ترقية اللواء الذي قال أن الشرطة أسياد الشعب، وأنهم سيضربوننا بالأحذية.
وعودة التعذيب والضغط على أسر الشهداء.

ثم تحرير الضباط المتهمين بالقتل، لأن الألف جثة والآلاف من المصابين ليسوا دليلا.
نعم، فما ذنب سيادة الضابط، إذا ألقى الثائر بنفسه على الطلقات النارية.
والبعض الآخر من الثائرين أرادوا أن تكوى ملابسهم، تحت عجلات العربات المصفحة.
كما أن القناصين الشرفاء، يجلسون على المقاهي.
بعد أن انتهوا بنجاح من عمليات قنص العصافير في ميدان التحرير !!!

وفي عهد هذه الوزارة الميمونة، نشاهد أفضل فاصل كوميدي.
وهو فاصل أمين الشرطة الهارب، والمحكوم عليه بالإعدام، والذي يعتبر ضيفا مستديما على كل القنوات الفضائية.
ويتحدث لمدد طويلة، دون حتى أن نسمع عن محاولة قبض فاشلة على هذا الهارب.
وكما أخبرني أحد أصدقائي.
أن السر في ذلك، هو أن الشرطة تنتظر إطلاق أول صاروخ فضائي.
سيرسلون على ظهره بعض رجلاهم، للقبض على زميلهم متلبسا في فضائية من الفضائيات.

ثم الإعلان الرائع عن أكبر حركة تنقلات في تاريخ الوزارة، وكأن الوزارة تعتمد على الإحصائيات والمعلومات.
ولو كانت كذلك، فلماذا لا يذهبون إلى حيث يجدون البلطجية؟؟؟
وهل هذه الحركة، حركة أم حقيقة؟
هل تعنى أن من كان على اليمين سيأتي يسارا، ومن على اليسار سيأتي يمينا....!!!
لو كانت هكذا، فلا أملك إلا أن أردد قول الحكيم: "سلامتها أم حسن من العين ومن الحسد".

ولا تنافس السلطانية السابقة، إلا سلطانية الشحاذة.
والتي حولوا فيها، الرجل الذي خرج من بيننا، وكان أملا كبيرا لنا.
الأستاذ الجامعي الذي درس في بلاد التقدم والحريات.
حولوه إلى شحاذ في بلاد الله لخلق الله.
أصبح يطلب الإكراميات عن هذه الثورة "الفلة"، التي قام بها الشعب المصري المتحضر.
وأصبح الدكتور العالم، كبائع التحف والأنتيكات في خان الخليلي.
والذي يمجد في بضاعته أمام الخواجات، قائلا بصوت طروب: "تحرير يا خواجة...!!!"

ونسأل: هل يعقل أن نستمر في تصدير الغاز بأقل من السعر العالمي لعدونا الأول.
ثم نسيح في الأرض، لشحاذة حفنة دولارات؟؟؟
وبالطبع الدولارات تأتي بشروطها هي، وتتدلل علينا كذلك.

ونسأل: هل يعقل أن حبيب العادلي تحميه الشرطة من الكاميرات اثناء المحاكمات؟
وهل يعقل أننا لم نرى صورة واحدة لسيادته ؟
ومن يقول أن المحاكمات لا تذاع في الخارج.
نقول: بل تذاع في كثير من الولايات الأمريكية نفسها.
حتى ولو كانت لا تذاع....نحن أصحاب ثورة، ولن نحاكم الفاسدين بقوانينهم.
أم أن الكلام الدائر عن ترشيح العادلي لجائزة نوبل للسلام، يمنعنا من محاكمته؟

وهل نحن نضغط حقا على القضاء؟
ألا يكفي أنهم سيذهبون في أجازاتهم السنوية لشهرين أو ثلاث.
يتمتعون ويريحون أعصابهم.
حتى دون أن نقوم بتوزيع البيبسي كانز على أصحاب القلوب المحروقة على ابنائهم!!!
ربما يمكننا أن نخفف الضغط عن طريق توزيع عصير قصب... !!!
وهل نعتدي على استقلال القضاء عندما نطالب بمحاكمات عادلة وناجعة...؟
ولا يعتدى على استقلال القضاء عندما يحاكم المدنيون أمام المحاكم العسكرية؟

وهل يعقل أن يذهب الضابط إلى قفص الاتهام صباحا، ويعود إلى مكتبه عند الظهيرة؟
هل يعقل أن الوزراء أصحاب المليارات، كانوا أبرياء؟
من نهب المال إذا؟
من أفسد البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلميا، وبتنجانيا...!!!

ألا تنفض هذه البلاد الطيبة الفراعنة عن كاهلها...؟؟؟
كلما تخلصنا من فرعون، خرج علينا ألف....

الأرض أرضنا...والسفينة سفينتنا...
ولن نظل ندور حول أنفسنا، ونحن ننادي: "يا ترى أنت فين يا مرزوق؟"

هل لبست ثورتنا السلطانية؟
سؤال من سلسلة:  سؤال يطرح نفسه = صفر

بقلم: عدنان القماش
07 يوليو 2011